نفى المستشار الإعلامي للرئاسة المصرية أحمد المسلماني تكليف المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي برئاسة الحكومة المصرية، وذلك بعيد استدعاء الصحفيين لمؤتمر صحفي للبرادعي مع الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور لكي يعلن الأخير تكليفه، حسبما أبلغ مسؤولون بالرئاسة الصحفيين المعتمدين لديها في وقت سابق من مساء اليوم. وجاء هذا النفي في الوقت الذي كانت قد بدأت تنهال فيه رسائل التهنئة والإشادة بتتعيين البرادعي رئيسا للوزراء فيما بدأت وسائل إعلام مصرية في تحليل تداعيات تولي البرادعي رئاسة الحكومة. وحضر الصحفيون إلى القاعة المخصصة للمؤتمر الصحفي في مقر الرئاسة بالقاهرة كما طلب منهم وانتظروا حوالي أكثر من ساعتين انتهاء اجتماع بين منصور والبرادعي، وحضر إليهم في البداية مسؤولون بروتوكليون يخبروهم بأن الرئيس سيحضر مع البرادعي المؤتمر الصحفي ليعلن تكليفه رسميا بتشكيل الحكومة على أن يترك القاعة بعد ذلك للأخير لكي يجيب منفردا على أسئلة الصحفيين. وبعدها بنصف ساعة جاء المسلماني فقط لقاعة الصحفيين لينفي تكليف الرئاسة للبرادعي بتشكيل الحكومة، وأمام إلحاح الصحفيين لمعرفة أسباب ذلك "التراجع" على حد قولهم، اكتفى المسلماني بالقول إن "مشاورات الرئيس حول تشكيل الحكومة مازالت مستمرة، وهناك أطروحات مختلفة من القوى السياسية" بهذا الشأن، دون أن يقدم تفسيرات بشأن ذلك. وأضاف أن "تشكيل الحكومة كاملا سيعلن قريبا" دون تقديم مزيدا من الإيضاحات. وكرر المسلماني أمام أسئلة الصحفيين المتلاحقة التي تطلب تفسير "التراجع" عن تكليف البرادعي بتشكيل الحكومة إجابة واحدة قائلا إنه "لا تراجع ولكن الامر يتطلب مزيدا من المشاورات" وهنا، قام مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية بمداخلة قال فيها أنه تم إبلاغ الصحفيين المعتمدين لدى الرئاسة من مصادر موثوقة في الرئاسة بأنه تم تكليف البرادعي من الرئيس منصور بتشكيل الحكومة وان الرئيس سيحضر في بداية المؤتمر الصحفي لمدة دقيقة يعلن فيها انه سيكلف البرادعي رسميا برئاسة الحكومة على ان يتركنا بعدها لنوجه الاسئلة للبرادعي، فلماذا اللعب بالألفاظ والقول بأنه ليس هناك تراجع فنرجو توضيح مسالة التراجع عن تكليف البرادعي؟"، على حد قوله. واصر المسلماني في إجابته على أن "المسالة لا تتعدى كونها استمرار مشاورات ونفصل ان يكون هناك بعض التأخير في سبيل الصواب"، إلا ان ذلك لم يمنع الصحفيين من إبداء عدم قناعتهم بإجابة المستشار الإعلامي للرئيس طالبين معرفة "الحقيقة" خصوصا انه تم استدعاءهم لمؤتمر صحفي للإعلان رسميا عن تكليف البرادعي، على حد قولهم.. وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية والتلفزيون المصري الرسمي قد نقلوا في وقت سابق من مساء اليوم عن رئاسة الجمهورية قرار منصور بتكليف البرادعي بتشكيل الحكومة، فيما بدأت وسائل إعلام مصرية تنشر تقارير عن السيرة الشخصية الذاتية (بروفايل) عن البرادعي. تجميد عضوية أعلن أحمد دراج، المتحدث باسم حزب الدستور الذي يرأسه البرادعي، في تصريحات إعلامية سابقة أن الأخير جمد عضويته بالحزب تمهيدا لتوليه منصبه الرسمي كرئيس لوزراء مصر. غير أن حزب النور السلفي والذي كان مشاركا في خارطة الطريق التي وضعها الجيش الأربعاء الماضي قد أعلن رفضه القاطع تكليف البرادعي بتشكيل حكومة جديدة، مهددا بأن "كل الخيارات مفتوحة" للرد على تعيين البرادعي، معتبرا أنه لا يمثل التوافق السياسي المطلوب. وانهالت رسائل التهنئة في الساعات القليلة الماضية التي سبقت "نفي" الرئاسة لتكليف البرادعي، من قبل قيادات سياسية مصرية أبرزها من عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر، أحد أعضاء جبهة الإنقاذ الذي هنأ البرادعي بمناسبة تكليفه برئاسة الوزراء "في هذه المرحلة الحساسة من تطور الاحداث في مصر". وأضاف موسى في بيان صحفي أن "حجم المشاكل التي تواجه مصر ضخم مؤكدا علي ثقته في قدرة البرادعي والفريق الذي سيعمل معه في إدارة الأمور بكفاءة غابت عن الإدارة السابقة".