وصف الكاتب الصحافي فهمي هويدي دعوة وزير الدفاع للمصريين بالنزول في الميادين لتفويضه في مواجهة ما يسمى بالإرهاب - بأنها دعوة إلى حرب أهلية. وأضاف قائلاً في مقال بعنوان "طبول الحرب الأهلية على صفحات جريدة الشروق": "ولست أشك في أن الفريق السيسي يعلم جيدًا أنه في مواجهات ساخنة من ذلك القبيل، فإن من يطلق الشرارة الأولى يصعب عليه التحكم في الشرارة الأخيرة". وأشار إلى أن "ما قد أثار الانتباه أن وزير الدفاع تحدث في خطاب استدعاء الجماهير أن جلسة للحوار والمصالحة الوطنية بصدد الانعقاد في مقر رئاسة الجمهورية. وهو كلام أثار لغطًا حول أهداف رسالته، ذلك أنه يستنفر الجماهير لمواجهة الإخوان الموجودين في الشوارع والميادين، في الوقت الذي تبدأ فيه جلسات الحوار الوطني، الأمر الذي يثير أكثر من سؤال". وأضاف قائلا: "فقد كان حريًّا به أن ينتظر نتيجة الحوار ويتأكد من فشله لكي يبحث عن الخطوة التالية، هذا إذا كان المفترض أن يكون وزير الدفاع هو المسئول عن مصير الحوار الوطني". وأوضح أن "كلامه يعني أن الحوار الحاصل يجري مع أطراف تختلف عن تلك التي يستنفر الجماهير لمواجهتها؛ الأمر الذي يعني أن مسار الحوار يتجه إلى التنسيق مع الموافقين الذين دُعوا إلى رئاسة الجمهورية. أما معارضوه المعتصمون في رابعة العدوية أو ميدان النهضة بالجيزة، فهؤلاء سيتم التعامل معهم بسلاح الشرطة العسكرية والأمن المركزي. إنني أخشى - والحديث للكاتب الصحافي فهمي هويدي - أن يكون الفريق السيسي قد تسرع في إطلاق دعوته الخطيرة، دون تقدير كاف للعواقب المترتب عليها. وهذا التسرع دفعه إلى الإشارة إلى أنه وجه رسائل إلى الدكتور محمد مرسي حملها إليه الدكتور محمد سليم العوا، وقد راجعته في ذلك فكان رده أن هذه معلومات غير صحيحة، ولم يحدث أنه حمل أية رسائل منه إلى الدكتور مرسي والعكس". وختم بقوله: "إنني أتمنى أن يصحح الفريق السيسي الانطباعات المخيفة التي تركها خطابه لدى قطاعات واسعة من المثقفين، كما أتمنى أن يعالج من جانبه الحرج الشديد الذي سببه لرئيس الجمهورية ولرئيس الوزراء وللوزارة كلها، بسبب مبادرته إلى توجيه هذه الدعوة بالصورة التي خرجت بها".