قالت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة إن أسعار الغذاء في العالم قد تنخفض أكثر في الأشهر القادمة، بعد أن وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من سنة في شهر جويلية المنقضي. وكانت أسعار الغذاء ارتفعت في صيف 2012 بسبب موجة الجفاف التي ضربت الولاياتالمتحدة، في حين أن تحسن التوقعات في مجال إنتاج الحبوب في 2013/2014 قاد بالاتجاه الآخر نحو انخفاض الأسعار. وقال عبد الرضا عباسيان الخبير الاقتصادي في الفاو إن "التجهيزات اثبتت أنها أفضل بكثير مما كان متوقعا في الأشهر القليلة الماضية، وإن الطقس الذي كان جيدا جدا في العديد من الحالات يعطي أملا بانتاج أعلى." وأضاف أن التوقعات الجيدة لإنتاج محصول الذرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية والأرجنتين ومنطقة البحر الأسود قد يقود إلى انخفاض آخر في الأسعار في هذا الموسم. وأن أسعار الغذاء قد تواجه ضغوطا باتجاه انخفاض أكبر إذا ارتفع الدولار الأمريكي، فقوة الدولار تنعكس في سوق تداول السلع وتجعلها تبدو أغلى بالنسبة لمتداولي العملات الأخرى. وشدد عباسيان على أنه "ثمة مدى محددا يمكن للأسعار أن تنخفض إليه لكنني لست متأكدا من أننا سنصل إلى انخفاضا أكبر في الأشهر القادمة كما شاهدنا في الأشهر القليلة الماضية". وقد انخفض مؤشر منظمة الفاو لأسعار الغذاء، الذي يحسب تغيرات أسعار سلة من الحبوب والبذور الزيتية والألبان واللحوم والسكر، بمقدار درجتين في جويلية وهو انخفاض تواصل للشهر الثالث، إذ وصل إلى 205.9 مقارنة مع درجته في شهر جوان التي كانت 210.1 وأرجعت الفاو هذا الانخفاض بالدرجة الأساس إلى هبوط الأسعار العالمية للحبوب والصويا وزيت النخيل فضلا عن انخفاض أسعار السكر واللحوم والألبان أيضا. ورفعت المنظمة التي مقرها في العاصمة الإيطالية روما سقف توقعاتها لإنتاج الحبوب في جويلية متوقعة ارتفاعها بأكثر من 7 في المائة لتصل إلى 2.479 مليار طن في 2013/2014 وتقوم المنظمة بتحديث توقعاتها لحجم إنتاج المحاصيل في سبتمبر المقبل. وكان مؤشر الأسعار في منظمة الفاو قد وصل إلى أعلى مستوى له وهو 238 نقطة في فيفري 2011، إذ كان ارتفاع أسعار الغذاء أحد العوامل التي قادت إلى احتجاجات الربيع العربي في المشرق والمغرب العربيين. ففي صيف 2012 وصل ارتفاع الأسعار إلى درجة مقاربة للمستوى الذي وصلته في عام 2008، عندما اندلعت احتجاجات ووقع ضحايا في بعضها في العديد من البلدان الفقيرة.