تونس 29 سبتمبر 2010 (وات) - اعلن خبراء منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة /فاو/ انه لا وجود لدلالات على حدوث ازمة غذائية عالمية وشيكة حتى وان ظل الوضع غير باعث على الرضا لكنهم حذروا في نفس الوقت من التهديد الذى تطرحه تقلبات اسعار السلع الغذائية على الامن الغذائي. واقر الخبراء عقب نهاية اجتماع خاص عقد مؤخرا بمقر منظمة ال/فاو/ في روما بان ارتفاع الاسعار غير المتوقع //يشكل تهديدا رئيسيا للامن الغذائي// واوصوا بمزيد من اجراءات المتابعة لمعالجة هذه المشكلة من الجذور. وقد كشف برنامج الاغذية العالمي مؤخرا ان عدد الجياع في العالم لا يزال مرتفعا على نحو //غير مقبول// رغم الانجازات الاخيرة المتوقعة التي خفضت الرقم الكلي الى دون المليار نسمة على الصعيد الدولي حيث تفيد احدث الاحصائيات ان عدد من يعانون من الجوع المزمن بلغ 925 مليون نسمة خلال سنة 2010. وقال المشاركون في اجتماع المجموعتين الحكوميتين المعنيتين بشؤون محصولي القمح والارز لدى ال/فاو/ ان العالم لا يواجه حالة طوارى غذائية كتلك التي حدثت خلال سنتي 2007 و2008 لكنهم اكدوا على ضرورة استشراف طرق بديلة للتخفيف من حدة عدم استقرار اسعار الغذاء واعتماد اليات جديدة لتحسين شفافية الاسواق وادارة تقلبات السوق. كما تضمنت التوصيات الدعوة الى //تكثيف جمع المعلومات من قبل منظمة ال/فاو/ وتعميمها على كافة المستويات//. وحث الخبراء في هذا الصدد على بناء القدرات في مجالات مثل مراقبة النوايا الزراعية وتطوير المحصول ومعلومات الاسواق الداخلية ورصد سلوكيات اسهم الاسواق. وحدد خبراء ال/فاو/ الاسباب الجذرية لتقلبات الاسعار والتي تتمثل في //الارتباط المتنامي بالاسواق الخارجية ولا سيما تاثير سياق اضفاء طابع المضاربة المالية على اسواق الاسهم الاجلة//. كما ان //نقص المعلومات المتداولة حول العرض والطلب وعدم شفافية الاسواق والتغيرات غير المتوقعة بسبب تقلبات اوضاع الامن الغذائي الوطنية وما يترتب عنها من تهافت على الشراء والخزن الفردى// تؤثر على استقرار الاسعار وفق ما افاد الخبراء. ومن المنتظر ان تطرح بعض هذه القضايا للبحث مجددا في الاجتماع القادم للجنة الامن الغذائي لدى منظمة /الفاو/. وقد اصدرت المنظمة بالتزامن مع هذا الاجتماع تقريرا حول احدث الزيادات في اسعار الحبوب تحت عنوان /توقعات المحاصيل وحالة الاغذية/ جاء فيه ان طرح انتاج عالمي من الحبوب لسنة 2010 كان بمقدار 2239 مليون طن اى ما يقل عن مقدار لا يتجاوز واحد في المائة دون مستوى السنة الماضية التي سجلت تاريخيا اكبر ثالث انتاج محصول عالمي من الحبوب. واوضح التقرير ان اسعار الارز ارتفعت بنسبة 7 في المائة فقط خلال الفترة من جويلية الى سبتمبر الحالي بالمقارنة مع الزيادات الحادة في اسعار القمح /بحدود تراوحت بين 60 و80 في المائة/ والذرة بحدود /40 في المائة/. وكشف ان الاطراف الاكثر تضررا من جراء ارتفاع اسعار القمح الدولية هي البلدان المستوردة التي يشكل لديها هذا المحصول الغذاء الرئيسي الاول. ويضيف تقرير ال/فاو/ ان ارتفاع الاسعار المفاجى في غضون الشهرين الاخيرين لم يكن بنفس النسب في جميع المناطق حيث ارتفعت الاسعار بشكل ملفت للنظر لدى بعض البلدان في حين سجلت انخفاضا لدى بلدان اخرى وفقا لخصوصية اوضاع كل بلد.