استنفرت قيادة أركان الجيش السوري الحرّ طاقاتها لإعداد خطط من أجل "استغلال إلى أقصى حد" لأيّ ضربة عسكريّة غربيّة محتملة على النظام. وقال المستشار السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي مقداد صباح اليوم الأحد 8 سبتمبر، "نحن في حال استنفار كامل ورئيس قيادة هيئة الأركان اللواء سليم إدريس يقوم بزيارات على الجبهات، وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة، ووضعت خطة للتعامل مع الضربة واستغلالها إلى أقصى حد". وأضاف أن الرئيس السوري "بشار الأسد هو من أتى بهذه الضربة من خلال المجزرة الإنسانية التي يقوم بها منذ أكثر من سنتين ضد الشعب السوري والتي كان آخر فصولها مجزرة الكيميائي في الغوطة". وأشار إلى أنّ "الخطط الموضوعة لهذا الاستغلال قد تلحظ اقتحامات وفتح جبهات جديدة وغنم أسلحة وتحرير مناطق". وقال مقداد "نعتقد أن الضربات ستشجع تشكيلات عسكرية كبيرة على الانشقاق وستضعضع قوات النظام"، معربا عن أمله في أن تكون "البوابة التي تقود إلى إسقاطه". وينتظر الرئيس باراك أوباما تغطية من الكونغرس لتنفيذ ضربات "ضيقة ومحددة الأهداف" على النظام ردا على هجوم النظام السوري بالأسلحة الكيميائية على ريف دمشق في 21 أوت الماضي. ضربة عسكريّة بثلاثة أيّام أفادت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الصادرة اليوم الأحد أن وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون تحضر ضربات أقوى ومركزة ولفترة زمنية أطول مما كان مقررا أساسا ضد سورية ويرتقب أن تستمر لثلاثة أيام. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن المخططين للحرب يسعون حاليا لإطلاق ضربات صاروخية كثيفة تتبعها هجمات إضافية على أهداف قد تكون أخطأتها أو لا تزال قائمة بعد الضربة الأولى. وقال مسؤولان عسكريان للصحيفة إنّ البيت الأبيض طلب لائحة موسعة للأهداف لكي تشمل "عدة أهداف إضافية" مقارنة مع اللائحة الأساسية التي كانت تضم حوالي 50 هدفا. ويدرس مخطّطو البنتاغون حاليا استخدام قاذفات سلاح الجوّ وكذلك خمس مدمرات صواريخ أميركيّة تقوم بدوريات في شرق المتوسط لإطلاق صواريخ كروز وصواريخ جو أرض من خارج مرمى الدفاعات الجوية السورية. ويمكن لحاملة الطائرات "يو اس اس نيميتز" وسفينة حربية وثلاث مدمرات متمركزة في البحر الأحمر إطلاق صواريخ كروز أيضا على سورية. وقال ضابط مطلع على التخطيط لصحيفة لوس أنجليس تايمز "ستكون هناك عدة دفعات وسيجري تقييم بعد كل دفعة، لكنها كلها لمدة 72 ساعة مع إشارة واضحة لموعد الانتهاء". ويأتي تكثف المخططات العسكريّة فيما يستعد الرئيس باراك أوباما للتوجه بخطاب إلى الشعب الأميركي لكي يشرح موقفه والضغط بشكل إضافي على أعضاء الكونغرس لإعطاء موافقتهم على التحرك ضد النظام السوري. أوباما يوجّه خطاب لشعبه الثلاثاء وسيعطي أوباما الاثنين عدة مقابلات مع أبرز شبكات تلفزة وطنية وكذلك مع "سي ان ان" و"بي بي اس" وفوكس نيوز. وستبث المقابلات مساء الاثنين قبل خطابه إلى الشعب وقبل التصويت المرتقب في مجلس الشيوخ الثلاثاء. وتوقع مدير مركز السياسات في جامعة فرجينيا لاري سباتو ألا ينجح الرئيس أوباما في استمالة الأميركيين لاستعمال القوة في سورية. وأوضح لراديو سوا أسباب الرفض الشعبي للحرب بقوله إن "لدى الجمهور قلقا من الحرب، وهذا الأمر يمثل جزءا من الأسباب، ولكن النصيب الأوفر من الأسباب- في هذه القضية بعينها - يعود إلى أن الجمهور لا يرى مصلحة وطنية في التحرك، ولا يرى أيضا أن حلفاءنا يساعدون في هذا الصدد". وأشار سباتو إلى أهمية ألا يخالف الرئيس أوباما رأي الكونغرس بمجلسيه في حال رفض أحدهما أو كليهما الضربة العسكرية، قائلا "أعتقد أن الأمر سيكون كارثة سياسية للرئيس أوباما إن هو تحرك بناء على مصادقة مجلس واحد فقط."