أكد مفتي الجمهورية التونسية حمدة سعيد أمس الجمعة 1 نوفمبر، في بلاغ له، أن تصريحاته حول موضوع الإرهاب وقع تحريفها وإخراجها عن سياقها كما وقع تشخيص الموقف في شخص الزعيم بورقيبة، على حد تعبيره. وأوضح سعيد أن حقيقة الفكرة أن من أسباب الإرهاب العميقة هو غلق جامع الزيتونة وما نتج عنه من تجفيف منابع المعرفة الشرعية الدينية الوسطى التي عرفت بها تونس عقيدة ومذهبا فقهيا، إلى جانب الدعوة إلى السفور وتهميش دور الدين وقصره على بعض المظاهر الاحتفالية. وأكد مفتي الجمهورية، في نص البلاغ، أن هذه الأخطاء ارتكبها بورقيبة ولكل حسناته وسيئاته، وفق تعبيره، موضحا أن إغلاق التعليم الزيتونيأنشأ فراغا لدى الأجيال المتعاقبة دفع البعض إلى أن يستقي مرجعيته الدينية من الخارج فنشأ التطرف والتعصب ومازال ذلك يستبد بعقول البعض حتى وصل حد التكفير والترهيب، على حد قوله. وبين مفتي الجمهورية، في هذا السياق، أنه من واجبه كمفت للجمهورية أن يصدع بكلمة الحق كلما رأى موجبا شرعيا إلى ذلك لأنه في صميم دور المفتي أن يجمع بين الدور الشرعي والإصلاحي، وفق تقديره.