في إطار تواصل الجدل في تونس بشأن مسألة التمذهب وخاصة مع انعقاد الاجتماع الرابع للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية مؤخرا بجامعة الزيتونة، صرح سامي براهم وهو باحث في الحضارة ورئيس مركز الشيخ الفاضل بن عاشور في تحليله لهذه الظاهرة أنه "يخشى أن تصبح تونس فضاء للصراع المذهبي بالوكالة". وأوضح براهم قائلا "لقد أصبح لدينا في تونس من يتمذهب بغير المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، مثل من يتمذهبون على المذهب الجعفري ويعتقدون عقيدة الإمامية الاثني عشرية وهم الشيعة أو من يتمذهبون على المذهب الحنبلي في الفقه والعبادة والشعائر وعلى مستوى العقيدة يتبعون العقيدة السلفية الوهابية، والإشكال ليس في الاختلاف المذهبي لأن الثقافة والبيئة التونسية تقبل الاختلاف ولكن الإشكال الحقيقي هو التمذهب على مذاهب متضادة ومتناحرة فيما بينها فالشيعة يكفرون الوهابية والوهابية يكفرون الشيعة والأخطر من ذلك كله أن كل جهة من هؤلاء لها مرجع سياسي خارجي تدين بولائها له أكثر من ولائها لتونس". وأضاف براهم أنّه يتم "تأجيج هذه النعرات بينها لتصفية حسابات سياسية بين إيران والسعودية بغطاء مذهبي، إذ أن بعض الأحداث الأخيرة قدمت مؤشرا خطيرا على ذلك، وخاصة إذا كان التمذهب مصحوبا بتمويل أجنبي وليس من أجل العقيدة أو مجرد الحق في الاختلاف كما يدعي البعض، فهناك من يتمذهب خارج تونس ثم يسعى إلى نشر التمذهب فيها وهناك من يتمذهب في إطار أجندة وغيرها من الأمثلة ". وأشار براهم إلى أن" التعامل الحكيم مع هذه الظاهرة هو أن لا نترك فراغا ينفذ منه التمذهب إلى تونس ولابد للحركة الزيتونية بمخزونها الثقافي المالكي أن تعود وتحتل مكانتها الأولى لسد الفراغ تركته سياسة تجفيف المنابع التي أدت إلى تغييب المؤسسة الزيتونية"، وفق تقديره.