قرّر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مساء أمس الثلاثاء 1 جانفي، إصدار عفو خاص عن مئات النساء المدانات بقضايا جنائيّة، من جهة وبالتصديّ بلقوّة لفض الاعتصام على الطريق الدولي في منطقة الأنبار منذ عشرة أيّام. وتأتي هذه الخطوة بعد تحذير الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من ربيع عراقي إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه. وقال الشيخ خالد الملا عضو لجنة الحكماء التي تشكلت لغرض مراجعة ملفات السجينات إن "رئيس الوزراء قرر إصدار عفو خاص على جميع السجينات اللواتي ادن بتهم جنائية". ولم يوضح عدد السجينات اللواتي سيشملهن القرار، لكنه قال إن "العدد الكلي للسجينات في المعتقلات يبلغ 920 بينهن 210 مدانات بقضايا ارهاب". وتابع أنّ "المدانات بتهم ارهاب لا يمكن لأحد الافراج عنهن"، مشيرا الى ان القرار يتضمن نقل السجينات اللواتي لم يشملهن العفو الى سجون في محافظاتهن لإكمال أحكامهن". اعتصامات الرمادي واحتجاجات الأنبار ويعتصم آلاف في الرمادي وسامراء منذ عدة أيام للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلات في السجون بعد اتهامات بتعرض بعضهن للاغتصاب، قطع على إثره متظاهرو الأنبار الطريق الدولي بين بغداد وسوريا والأردن منذ عشرة أيام. وقال المالكي في مقابلة مع قناة العراقية الحكوميّة إنّ "الاعتصامات التي تجري حاليا في الأنبار مخالفة للدستور العراقي وأنا أقول عنها بصراحة إن هناك عددا كبيرا من البسطاء من المشاركين فيها يريدون قضايا معينة منها التعيين". وأضاف "لكن الآخرين لديهم أجندات ظهرت من خلال الأعلام والشعارات واللافتات. وأنا أقول لهؤلاء البسطاء لا تكونوا وقودا لأحد وعليكم الانسحاب وقدموا طلباتكم إلى الدولة". ويشير المالكي إلى صور ولافتات للجيش السوري الحر ورئيس الوزراء التركي التي رفعها المتظاهرون. وأضاف "أقول لأصحاب الأجندات لا تتصوروا أنه صعب على الحكومة أن تتخذ إجراء ضدكم أو أن تفتح الطريق وتنهي القضية ولكن عليكم أن تعلموا أن الوقت ليس مفتوحا وعليكم التعجل في إنهاء هذا الموضوع وأحذركم من الاستمرار لأنه مخالف للدستور العراقي". وتابع "لقد صبرنا عليكم كثيرا لكن لا تتوقعوا أن المسألة مفتوحة ولا تتوقعوا .. التمرد على الدولة". وانطلقت تظاهرات واعتصامات في مدينة الرمادي كبرى مدن الأنبار منذ الأحد الماضي، مطالبة بإطلاق سراح ألاف المعتقلين وخصوصا من السنة والافراج عن نساء في السجون. وقال الملا وهو رجل دين سني يرأس جماعة علماء الدين "التقينا بعدة سجينات في سجن تابع لوزارة العدل وجميعهن قلن بصوت واحد لم نتعرض مطلقا للاغتصاب، وسلمننا شكاوى موقعة ومرفوعة على القنوات التي تروج لقضايا اغتصاب وتضلل الرأي العام". وفي سياق آخر قال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنه تراجع عن زيارة المتظاهرين في محافظة الأنبار السنية لرفعهم صور صدام حسين، مؤكدا وقوفه إلى جانبهم إذا كان هدفهم نبذ الطائفية. وقال الصدر في مؤتمر صحافي في منزله في النجف "كنت أنوي الذهاب إلى مظاهرات الأنبار ولكن حينما رفعوا صورة الهدام عدلت عن ذلك .وفق تعبيره ،"