صرّح الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضّاري أنّ اللغة التي يتحدث بها رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي، "هي لغة الطغاة والحكّام الظلمة الذين تعالوْا على شعوبهم وأطلقوا الألفاظ الوضيعة، فواجهوا شعوبهم بالقوة والحديد والنار". وقال الشيخ الضاري في مداخلة مع قناة الجزيرة الفضائية أمس الخميس 3 جانفي " يبدو أنّ المالكي لم يتعظ ولم يعلم أن شعب العراق هو صاحب المواقف والثورات، وهو الشعب الذي واجه أمريكا بقضها وقضيضها وكبد قواتها المحتلة أكثر من 40 ألف قتيل". وتابع قائلا "إضافة إلى تدمير المعدّات العسكريّة المختلفة والخسائر الماديّة التي بلغت تريليونات الدولارات، مشيرا إلى أنّ مطالب الشعب العراقي الذي يتظاهر اليوم، أقل بكثير من المظالم التي تعرض لها على يد المالكي، الذي يبدو أنه لن يستجيب لهذه الطلبات المشروعة وذلك لأن أسياده ولا سيما في إيران لا يوافقون على هذه الطلبات". وعن مدى استجابة المالكي لمطلب الإفراج عن المعتقلات، أكد الأمين العام للهيئة، أنّ ذلك لا يمثل سوى واحد بالمائة، من المظالم والمطالب التي ثار من أجلها الشعب العراقي. ولفت الشيخ حارث الضاري الانتباه إلى أنّ "أكثر من خمسة آلاف امرأة ما زلن يقبعن في السجون الحكومية وليس 400 كما يزعم عملاء ومرتزقة المالكي، وأن هناك 500 معتقلة عراقية في سجن الكاظمية وحده، أنجب الكثير منهن في السجون نتيجة الانتهاكات وعمليات الاغتصاب التي اقترفها جلاوزة المالكي ضدهن". وأشار الشيخ الضاري إلى أنّ رئيس الحكومة الحالية لا يريد أن يطلق سراح المعتقلات خشية افتضاح الجرائم الوحشية والممارسات التعسفية التي تعرضن لها في سجونه سيئة الصيت، موضحا أنّ المالكي كان قد قال قبل أيام أن جميع المعتقلات "إرهابيات" وبالأمس يقول "تم اعتقالهن بدلا عن أولياء أمورهن، أو بلا أوامر قضائية، وهذا ما يضاعف مسؤوليته الشرعية والقانونية باعتباره القائد العام للقوات المسلحة الحالية، ولذلك فإنّ إطلاق سراح عشرة أو عشرين أو مائة أو مائتين أو ثلاثة، لا يكفي ولا يتناسب مع مطالب المتظاهرين المشروعة." وشدّد الضاري على أن التظاهرات والاعتصامات التي تشهدها حاليا معظم المدن والمحافظات العراقية لم تكن طائفية، بل هي تظاهرات تمثل كل الشعب العراقي، ومطالب المشاركين فيها لكل المظلومين ومن كل الفئات، وبالرغم من أنّ أغلب المعتقلين في سجون المالكي من فئة واحدة، إلاّ أنّ المتظاهرين يطالبون بإطلاق سراح جميع المعتقلين رجالاً ونساءً والذين يعدون بمئات الآلاف. وقال الأمين العام لهيئة علماء المسلمين "إنّ نوري المالكي هو الطائفي، وإجراءاته كلّها طائفية، فالتمييز والاقصاء والاعتقال والنفي والتهجير، كلّها مسلسلات طائفية يشرف عليها المالكي، محملا المالكي وحزبه مسؤولية كل ما يجري في العراق من خراب ودمار وأزمات". وجاءت تصريحات المالكي في الوقت الذي اتَّسعت فيه رقعة الاحتجاجات ضدّ حكومته، حيث خرجت مظاهرات في محافظة كركوك تؤيّد مطالب المحتجين في الأنبار ونينوى وصلاح الدّين والداعية لإطلاق سراح المعتقلات وإلغاء "سياسة التمييز التي تنتهجها الحكومة".