رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي اعتبر العصيان المدني مخالفا للدستور لكن الاعتصام في الأنبار تواصل رغم التهديد الحكومي بالتدخل لانهائه، و في الأثناء امتد الاعتصام الى الفلوجة وهو ما يشير الى تواصل منتظرللأزمة. وتشهد عدة مدن سنيّة، في شمال وغرب البلاد احتجاجات متواصلة، وذلك منذ توقيف عدد من عناصر حماية وزير المالية السنّي، رافع العيساوي، في تطور جاء بعد صدور أحكام بالاعدام بحق نائب الرئيس السني، طارق الهاشمي، ما زاد من التوتر المذهبي في البلاد.
وينطلق آلاف من السنة الى شوارع العراق منذ أكثر من أسبوع احتجاجا على المالكي الذي يتهمونه بالتمييز ضد السنة وبأنه يخضع لنفوذ ايران.لكن رئيس الحكومة العراقية اعتبر أن العصيان المدني الذي يهدد به المحتجون أمر مخالف للدستور.
وبدأت الفلوجة عصيانا مدنيا الى حين تحقيق مطالب المتظاهرين. وخرجت فيها تظاهرة نسوية باسم «وامعتصماه»، رفعت خلالها الشعارات الرافضة لسياسة حكومة المالكي. أعلن الناشطون العراقيون أمس تحديهم لرئيس الوزراء «نوري المالكي» واصفين خطابه الذي هدد فيه باستخدام القوة لفض الاعتصام بالهمجي المتوحش، مؤكدين على استمرار الثورة لحين تنفيذ مطالبهم والتي يأتي على رأسها اسقاط حكومة المالكي التي وصفوها بالطائفية.
وردًّا على تهديد المالكي بفض اعتصام الأنبار بالقوة، قال فيصل العيساوي عضو مجلس محافظة الأنبار: ان سقف المطالب يرتفع والحكومة تتعامل بطريقة همجية مع الاعتصام، معربًا عن أسفه حيال منطق رئيس الحكومة الذي يتحدث به الى شعبه.
واعتبرت «القائمة العراقية» بزعامة اياد علاوي «مطالب المتظاهرين المتمثلة بالافراج عن المعتقلين الأبرياء، ومحاسبة منتهكي حقوق الانسان من قوات الأمن والحفاظ على كرامة المواطن وتحقيق العدالة والتوازن في مؤسسات الدولة، وتوفير خدمات عادلة ولا تخص فئة بعينها وانما تمثل هموم كل شرائح الشعب العراقي».
من جهته، أكد مقتدى الصدر رئيس التيار الصدري دعمه للتظاهرات في الرمادي وصلاح الدين وديالى ونينوى، شريطة الحفاظ على سلميتها وعدم تسييسها والابتعاد عن اثارة النعرات الطائفية.
كما انتقد الصدر سياسة المالكي وطالبه بالاستقالة قائلا ان ربيع العراق قادم.
وقال الزعيم الشيعي العراقي، في مؤتمر صحفي نقلت تفاصيله الهيئة الاعلامية لمكتبه، ان على الحكومة «الاهتمام بالشعب العراقي والدعوة الى الحوار بين جميع أطرافه، وتوجه الى المالكي بالقول» أين أنت من المرجعية؟ أين أنت من التشيع الذي يشيع مبادئ التسامح والوحدة؟ أين أنت من حقوق الانسان وفي السجون أسرى ونساء؟».
وتابع الصدر، الذي يقود كتلة مشاركة في الائتلاف الحكومي قوله « لماذا تصالح الارهابيين وتصعد بهم الى الكرسي ومن ثم تنقض العهد معهم؟ ولماذا تتمسك بالكرسي والكرسي في خدمة الشعب؟ لماذا حولت جميع الدول ضدنا ونحن ننظر الى دول الجوار كل يسعى الى عداء العراق؟ ولماذا جعلت العراق مسخرة وأنت الذي تقود العراق؟ ولدى سؤاله عن رفع صور الرئيس العراقي السابق، صدام حسين في بعض المظاهرات قال الصدر انه عاتب على «بعض الشعارات ورفع الصورة معتبرا أن في ذلك ميلا الى الطائفية مشيرا الى أن تلك الصور منعته من زيارة محافظة الأنبار.
وأعرب عن مساندته لكثير من مطالب المحتجين، وقال ان بين الخيارات الممكنة للحل أن يتقدم المالكي باستقالته