دعا الدكتور حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق الحكومات العربية الى اجهاض القمّة المقرر عقدها في بغداد كي لا تكون مباركة لحكومة فرضها الاحتلال الامريكي وإيران. مؤكّدا ان مساعي طهران واسرائيل والأكراد الى تقسيم البلاد تصطدم بواقع رفض الشعب العراقي للنظام الفيدرالي مشيرا الى أن القوات الامريكية والمخابرات الايرانية والصهيونية وميليشيات المالكي عجزت عن تركيعهم رغم عمليات التصفية والاعتقالات اليومية. وقال الضاري في حديث مع صحيفة «العرب أون لاين» إن الحكومة المشكلة حديثا في العراق هي «طبعة مستنسخة من الحكومات السابقة التي قادت البلاد طيلة الخمس سنوات الماضية، وهي التي تسببت في الكثير من المصائب والمآسي للشعب العراقي»، مشيرا الى أن رئيس الحكومة هو رجل أثبت فشله وهو متهم بالتسبب في مقتل مئات الآلاف من العراقيين واعتقال مئات آلاف آخرين. المالكي باع العراق وأضاف رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق قائلا إن المالكي متهم بالفساد المالي، «حيث أنفق ملايين الدولارات من أموال العراقيين من دون وجه حق، فلا حسيب ولا رقيب على الحكومة... كما تسبب المالكي في تهجير الملايين وبيع ممتلكات البلاد فالنفط العراقي تستفيد منه أمريكا وحلفاؤها بأثمان بخسة إن لم يكن مرهونا بموجب عقود طويلة الأمد». وتوقع الضاري أن تتفاقم الأوضاع وتزداد سوءا لأن الحكومة الجديدة فرضت على العراقيين من طرف الاحتلال الامريكي ومن النفوذ الايراني «وعليه فهي لا تمثله بأي شكل من الاشكال بل هو يمقتها وغير راض عنها». وأشار المتحدث الى أن المعتقلين العراقيين تجاوز عددهم المليون سجين ومعتقل وأن أغلب هؤلاء لا يعرف لهم أثر اليوم «هل هم على قيد الحياة أم هم أموات؟ فوق الأرض أم تحتها؟ مؤكدا أنهم يتعرضون الى أبشع أصناف التعذيب والتنكيل من الكي بالكهرباء والثقب بآلات «الدريل» الى التعليق من الأيدي والأرجل والاغتصاب و«الحرب النفسية كجلب الأمهات والأخوات للنيل منهن أمام أعين السجناء». هذا هو مكان القمة؟ وفي الاتجاه ذاته أكّد حارث الضاري أنه هناك اليوم حوالي 8 آلاف امرأة في سجون الاحتلال وحتى الاطفال في سن بين 11 و15 عاما «تمارس عليهم أبشع صنوف التنكيل لانتزاع اعترافات منهم وكل ذلك مدون وموثق في دفاتر هيئة علماء المسلمين في العراق وهي تمثل جزءا ضئيلا من الأعمال الاجرامية لقوات الاحتلال والميليشيات الحكومية». وجدد الدكتور نداءه الى الدول العربية بأن تجهض القمة العربية المقبلة إذا عقدت في بغداد قائلا «نعتبر في هيئة علماء المسلمين في العراق ان الحضور للقمة المرتقبة في مارس المقبل هو اعتراف بحكومة نوري المالكي المفروضة على الشعب العراقي من طرف الاحتلال الامريكي والنفوذ الايراني وعليه فهو تزكية سياسية لتنفيذ مشاريعها التخريبية والطائفية، مؤكدا أنه سيعمل على حرمان المالكي من نيل مكاسب سياسية وتزكية عربية. وعلى الصعيد الأمني قال المتحدث إن الوضع في العراق سيء للغاية ولم يتحسن كما تدعي الحكومة «فالأعمال الارهابية مستمرة وتحصد يوميا أرواح العراقيين وكل طرف يحصد نصيبه من قوات الاحتلال والمخابرات الايرانية مرورا باسرائيل والميليشيات الحكوميةوفي كل مرة يأخذ الارهاب شكلا جديدا للتمويه على الرأي العام العالمي... كل ذلك يتم من طرف الحكومة والميليشيات الموالية للمالكي التي تعكف على تصفية المعارضين للاحتلال مهما كان توجههم أو مرجعيتهم الفكرية». وأضاف الضاري في هذا الصدد مؤكدا أن المقاومة ما تزال موجودة الى اليوم في العراق عكس ما تروج له وسائل الاعلام، وهي تتحرك وفق المعطيات الميدانية وتوقع في القوّات الحكومية وجيش الاحتلال خسائر مؤلمة يوميا.