سجل مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان شهادة مشفوعة بالقسم للطفل صدام الجعبري من مواليد 25 أفريل 1999 والذي اعتقل بالقرب من الحرم الإبراهيمي في 7 ديسمبر 2012 وأفرج عنه في 12 ديسمبر 2012 بكفالة مالية بعد أن تعرض لتعذيب قاس خلال اعتقاله. ويقول الطفل صدام في شهادته لمركز أحرار أنه في تاريخ 7 ديسمبر 2012، كنت في الحرم الإبراهيمي الشريف، حيث أني أذهب هناك بين فترة وأخرى، كنت جالساً بالحرم الإبراهيمي ولم أنتبه لوجود سكين بقربي، هي ليست لي في الحقيقة، وحين اقترب أحد جنود الاحتلال مني، ورأى السكين بقربي ظنها لي، وبدأ التحقيق القاسي حينها، فأراد الجندي أن يجبرني على أن أعترف أنها لي بالقوة ومن خلال الضرب. وتابع صدام: "جاء اثنان آخران من جنود الاحتلال وبدءا يضرباني بعنف ويصرخان في وجهي ويهدداني بالاعتقال، ثم قاموا بتكبيل يدي وربطوا عيني، ووضعوني في الجيب العسكري، والضرب مستمر، وكأنها سخطة نزلت علي في ذلك اليوم، وكان والداي لا يعلمان بشيء عن اعتقالي". ويقول صدام في شهادته لأحرار: "أخذوني إلى كريات أربع، وهناك حققوا معي وضربوني ضرباً مبرحاً، وتركوني معصوب العينين واليدين من الساعة الثامنة ليلاً، وحتى الساعة الواحدة في منتصف الليل، دون طعام أو شراب. وفي اليوم الثاني يقول صدام "أعادوا وضعي داخل الجيب العسكري، وقالوا لي بأنهم سيأخذونني إلى عصيون، وبعد أن وصلنا هناك، وضعوني في زنزانة ليوم كامل، وتركوني فقط مع قليل من الخبز الناشف المحشو بقليل من اللبنة، لآكلها". ويتابع صدام "لم أدر ما الوقت وما الساعة، وكنت أنتظر بفارغ صبري أن تنتهي تلك اللحظات التي كنت فيها في الزنزانة، وهي أصعب اللحظات التي عشتها في تلك التجربة المريرة علي أنا كطفل لم يتجاوز الأربعة عشر من عمره". وبعد مرور زمن شعرت بأنه طويل للغاية، جاء جندي وقيد يدي وعيني من جديد، وقال لي إن لدي محكمة في عوفر. أخذوني إلى عوفر، وفي المحكمة أرادوا توجيه تهمة السكين لي وحاولوا إجباري على الاعتراف بأنها لي، لكنني رفضت، وأجلت المحكمة. ويتابع صدام حديثه ل"أحرار": "وضعت في سجن عوفر مع معتقلين أطفال، وكنت أصغر واحد فيهم، وهناك صعقت بما رأيت من الألم على هؤلاء، فمنهم المريض، ومنهم من لا يزوره أهله، ومنهم من لا يستطيع أهله إرسال مصروف له، وشاهدت حالات عصيبة، لربما أنني كنت أهونها بكثير". وفي يوم المحكمة التي عقدت لصدام أربع مرات وكانت تؤجل في كل مرة، كانت هذه هي المحكمة الأخيرة بتاريخ 12 ديسمبر 2012، وعندها تم إطلاق سراح صدام ابن ال14 ربيعاً، ليرجع إلى حضن والديه، ويعود إلى حياته الطبيعية من جديد، تاركاً وراءه آلاف القصص والشواهد على معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، وخاصة الأطفال منهم. ويقول صدام "في الأيام التي قضيتها في السجن، رأيت كم أن السجن مر، وعذاب وقهر، وقلت في نفسي:" أعان الله الأسرى وأهلهم عى هذا الحال، ودعوت لهم بالفرج القريب من عند الله". من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان إن الكيان الصهيوني تنتهك جميع المواثيق والقوانين الدولية وحقوق الطفل من خلال طريقة اعتقاله وتعذيبه ويجب أن توثق هذه الشهادات للأطفال الذين يعذبون على يد الجنود الصهيونيين. وذكر الخفش أن هذه الانتهاكات هي بمثابة جرائم حرب ضد الإنسانية واعتداء صارخ على الطفولة ولا كيان في العالم ينتهك حقوق الأطفال كما يفعل هذا الاحتلال .