يكرّم مهرجان أبوظبي العالم والموسيقي العربي الكبير أبو نصر الفارابي، مخترع آلة القانون، وواضع كتاب "الموسيقى الكبير"، ويحتفي بدوره الرائد وإبداعه وهو الذي قدّم خدماتٍ جليةً لا للعالم العربي وحده، بل للعالم أجمع. فقد تعمق الفارابي في الكثير من العلوم والابداعات الثقافية التي أثرى بها عصره، وساهم في التطور الحضاري عبر العالم العربي وصولاً إلى أعماق أوروبا، وتأتي أمسيات بيت الفارابي لتقدم إلى جمهور أبوظبي عروضاً موسيقية وثقافية تعكس مدى أهمية أعمال الفارابي بالنسبة للموروث الثقافي الإنساني على مستوى العالم. تقدم أمسيات بيت الفارابي في الفترة من 27 إلى 29 مارس 2012، حيث يستمتع ضيوف وجمهور مهرجان أبوظبي بثلاث حفلات موسيقية استثنائية، الأولى لموسيقى المقامات للعازف المتميز أنور أبو دراغ من العراق، والثانية للموسيقي التركي غوكسيل باكتاغير والثالثة لعازف العود الإماراتي المتألق فيصل الساري. الأمسية الأولى "رحلة المقام" لأنور أبو دراغ مع فرقته الموسيقية مقامات يؤدون فنون المقام على آلات الجوزة، السنطور، العود، الرق والناي. تأسست فرقة "مقامات" على يدي أنور أبو دراغ في العام 2006 بهدف إحياء التراث الموسيقي والغنائي العربي وفن المقام العراقي، وإسماع ذواقة الموسيقى والغناء في العالم العربي والعالم روائع هذا الفن البديع. وعبر أمسية "أثر الشرق" يسهم الملحن والأكاديمي وعازف القانون التركي الحائز على عدة جوائز عالمية، غوكسل باكتاغير، في جهود المحافظة على التراث الموسيقي التقليدي. عرف عنه سعيه المستمر للابتكار الموسيقي في جميع أشكاله، وشغفه في الحفاظ على آلة القانون، وتأليف أكثر من 140 مقطوعةً، منها 35 إيقاعاً و105 لحناً موسيقياً، بما فيها الأنماط الموسيقية الجديدة في موسيقى الجاز، بما تمثله من جدة وآفاق أوسع في العزف على آلة القانون. ويقدم عازف العود الإماراتي الشاب فيصل الساري، الحائز على جائزة مهرجان أبوظبي 2009، وجائزة الإبداع من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، أداءه الساحر ضمن أمسية "مزيج" التي يجمع فيها بين موسيقى الشرق والغرب، مستمداً روائع عزفه من الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز والتراث الموسيقي الإماراتي. بين تعرّفه لأول مرة على آلة موسيقية في العام 1986 وتخرّجه من بيت العود في أبوظبي العام 2011، عازفاً، ومؤلفاً وباحثاً في الموسيقى، سيرة حياة تستحق التقدير، وأن يحذو حذوها الآخرون. يُذكر أنّ مهرجان أبوظبي تأسس في شهر أبريل من عام 2004، واليوم يعد مهرجان أبوظبي أحد أبرز الفعاليات الفنية والثقافية في الإمارات، ومنبراً بارزاً للفنون الكلاسيكية على أنواعها، بحيث يجمع برنامجه المتنوّع أرقى الفنون الكلاسيكية والتشكيلية، وأجمل فنون الأداء العالمية مستقطباً في دوراته السنوية، كوكبةً من كبار الفنانين على المستوى الإقليمي والعالمي. وتأتي فعاليات المهرجان هذا العام ثمرة نجاح ثماني سنوات من عمر هذه الاحتفالية الفنية والثقافية المميزة التي تقدمها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، والتي ساهمت في تعزيز موقع العاصمة الإماراتيةأبوظبي كمنارة مضيئة في مجالي الثقافة والفنون الراقية على الصعيد الدولي، انطلاقاً من التزام مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بالرؤية الشاملة والطموحة للعاصمة أبوظبي لتتبوأ مكانتها كوجهة رائدة ومميّزة للثقافة والفن والإبداع على المستوى العالمي.