اندلعت معارك ضارية في أواسط المدن على امتداد العالم أمس الأول وتطاير الريش ليغطي كل شيء في اليوم العالمي الخامس للتراشق بالوسائد. ومن أوروبا إلى آسيا ومن أميركا إلى الشرق الأوسط، حمل الآلاف أسلحتهم وتجمعوا في الساحات العامة لرشق المارة الغرباء عنهم تماما بالوسائد باسم اللهو والتسلية والترفيه. وتلوثت الشوارع في 115 مدينة في 39 دولة بالريش وبقايا الوسائد الممزقة خلال المعارك المتزامنة التي نظمتها حركة الملاعب الحضرية. ففي لندن، عاد المتقاتلون إلى ساحة المعارك القديمة بميدان الطرف الأغر، بينما اندلعت معارك أخرى في بيرمنغهام وليفربول. وفي حين أقيمت الغالبية العظمى من الفعاليات بلا تدخل من السلطات إلا إن الشرطة في الصين لم تنظر إلى الجانب الترويحي في المعارك. وتشير التقارير إلى أن الشرطة في شنغهاي احتاجت إلى خمس دقائق فقط لتفريق مجموعة من المتعاركين عقب احتشادهم في «ساحة الشعب». ولم توضح المواقع الالكترونية التي تناولت الحدث في مختلف فعالياته حول العالم السبب الذي يجعل الناس يشاركون في مثل هذه المعارك غير أن قلة منهم لا تفوت فرصة أن يعيشوا مجددا في عوالم طفولتهم الحافلة بمثل هذه الألعاب. وعلى الرغم من الفوضى الملازمة لهذا النوع من اللهو، إلا أن هناك بعض القواعد التي تحكمه. وكبداية، تنصح التعليمات الموزعة عبر الانترنت المقاتلين ألا يطلبوا من السلطات تصاريح لإقامة مثل هذه الفعالية، وتتحدث التعليمات عن أن السلطات قد تتدخل إذا ما تم إخطارها مسبقا «لمنع تجمع عام يعتبر من صميم حقق الإنسان». غير أن التوجيهات تحظر التراشق بالوسائد في المتنزهات العامة، ليس لما قد يترتب عليه من تلويثها بالأوساخ بل لأن «معظم الفعاليات التي تقام في المنتنزهات تكون مضجرة»، على حد ما ورد فيها. كما أنها تنصح بعدم خوض المعارك في ساحات الجامعات حتى لا يكون القتال قاصراً على الطلاب فقط. أما في ما يتعلق بقواعد المشاركة فإن الاتيكيت المقترح يتضمن استخدام الوسائد الناعمة والضرب بها برفق وعدم ارتداء نظارات أثناء التعارك. ويفترض أن تكون حرية المشاركة متاحة للجميع ومناسبة لكل الأعمار وأن تقام مساء يوم الجمعة أو ظهيرة يوم السبت. ويهدف المهرجان إلى التنفيس عن الطاقة المختزنة والغضب الداخلي ونشدان الراحة النفسية عن طريق الضرب ولكن دون التسبب في أدني أذى جسدي.