لرمضان في مدينتنا بهجة استثنائية فهو يكسر ما استقرّ في حياة أهلها من ايقاع لا يكاد يتبدّل فيخرجهم من طاحونة الشيء المعتاد إلي حياة جديدة يطول فيها السّهر فتعمر المقاهي بروادها والساحات والشوارع بالمتنزّهين وهي في غيره من الأيام تقفر ويملؤها صمت طاغ مضجر. إنّ هذه البهجة لا تبيحها الدنيا لحياة أهل المدينة الاّ في السنة مرّة فيكتشفون ما في شوارع مدينتهم وساحاتها من لذة لبلبية ساحرة.. ولعلّه حرّي بالسّاهرين على الحياة الثقافية في المدينة أن يخلو من الناس والشوارع والمقاهي.. أن يخلو بينهم وبين أنفسهم فلا يطوقونهم بالأنشطة الثقافية الكبيرة لاسيما عندما ما حلّ رمضان في الصيف حيث يحلو التنزّه في الشوارع، وتطيب نسائم ليالي الصيف التي تنعش النفوس من حرّ النهار وقيضه. لكل ذلك يستحسن أن نهتم بشوارعنا أكثر فننظفها لتبرد ونُطيّبها ونجعل في بعض نواحيها عازفا تنتشر الأنغام من بين أصابعه في أرجائها فنسعد المتنزهين وحبذا لو نهتمّ في مثل هذه الليالي بالشوارع من خلال النافورات الملوّنة خيوطها والأنغام المنتشرة حولها.. أمّا ما عدا ذلك من الأنشطة الثقافية الدسمة فيمكن ارجاؤها.. وكل عام وأنتم بخير.