... مع هذا العدد نكونوا قد بلغنا المحطة الأخيرة من رحلة الذكريات مع العم محمود الفرشيشي اللاعب السابق لأولمبيك الكاف، هذا النادي العريق في منطقة الشمال الغربي والذي عرف على امتداد السنوات الأخيرة الكثير من الهزّات والمشاكل التي أثّرت على نتائجه ممّا جعله ينحدر ليلعب في بطولة الرابطة الثالثة، أولمبيك الكاف كان تخرّج من مدرسته العريقة عديد اللاعبين البارزين مثل أولاد بالرابح وجلال بالجيلاني و وحيد الكافي وكمال بن إبراهيم ومحمود التبرسقي وطارق الورتاني ومبروك الشارني وناجي الزديري وطارق الغريسي ومراد الشابي ولطفي الجبالي، كما أنجب الأولمبيك عديد المسؤولين البارزين على غرار كمال الباجي وعبد الرحمان البوحريزي وياسين طراد والمنصف الفضيلي وحسين الحاج نصر والقائمة أكيد طويلة. العم محمود الفرشيشي ورغم ما قدّمه للأولمبيك من عطاء إلاّ أنّه لم يكسب أي شيء من الكرة، وهو يؤكّد أنّ ما لم يتحصل عليه هو قد يتحصل عليه ابنه بلال الفرشيشي اللاعب الحالي للأولمبيك وهو من مواليد سنة 1985 وهو ينتمي لمجموعة الأكابر ومن مميّزاته السرعة الفائقة والمراوغة ويقول العم محمود أنّه يحاول في بعض الأحيان متابعته من قريب حتّى يتسنّى له تقديم بعض النصائح للابن وكذلك في محاولة منه لإصلاح أخطاء بلال على مستوى التمركز الهجومي وفي العودة لمساعدة زملائه في خط الدفاع ويؤكّد العم محمود أنّ هذا الجيل من الكوارجية ولئن تنقصه مهارة اللاعبين السابقين إلاّ أنّه يظل محظوظا بما توفّر من تجهيزات رياضية متطوّرة وملاعب معشبة وإمكانيات مادية كبيرة جدّا. مدرسة كبيرة وكان العم محمود تحدّث في الحلقة الثانية عن غياب التواصل بين الأجيال في أولمبيك الكاف وها أنّه في الحلقة الثالثة والأخيرة يعود ليذكّر بكون أولمبيك الكاف مدرسة كبيرة في تكوين اللاعبين لكن المشكل الأساسي الذي تعانيه هذه المدرسة أنّها لا تعتني بأبنائها بعد اعتزالهم وإلاّ ما المانع لو أوجدت ما يشبه «النادي» الذي تتوفر فيه كل سبل .الراحة والتفرهيد ليلتقي هناك اللاعب الحالي والسابق وبالتالي يمكن أن تحصل الإفادة والإستفادة وكذلك يحصل التواصل بين أجيال اللاعبين.. ضمان المستقبل ... ويتمنّى العم محمود أن يحالف الحظ ابنه بلال ليتمكّن من نحت مسيرة كروية ناجحة مع ضمان مستقبله الاجتماعي حتّى يكون في مأمن من مفاجآت الزمن وأهواله، خاصّة وأنّ حياة اللاعب الرياضية قصيرة جدّا لذلك فانّه مطالب باستغلال فترة تواجده في الملاعب كأحسن ما يكونه لأنّ الكرة بقدر ما تضحّي من أجلها تعطي للاّعب خاصّة ذلك الذي يجعل لحظاتها لحظات تمتّع وعشق لأجوائها..