عقدت يوم الاربعاء 24 مارس الجاري، المنظمة الوطنية للثقافة والرياضة والعمل ندوة صحفية بمقرها المركزي بتونس العاصمة استعرضت فيها أنشطتها على الصعيدين الوطني والدولي. وقدّم رئيس المنظمة السيد محمد المنصف البرتاجي بسطة عن تاريخ المنظمة التي تأسست في 9 نوفمبر 1971 من أجل الإحاطة وتأطير العمّال بالفكر والساعد عبر الأنشطة الرياضية والثقافية المختلفة والدفاع عن قيم الأخلاق والتعاون والتآزر. وأوضح السيد البرتاجي أنّ المنظمة من خلال نشاطها الهادف أصبح لها صيت وسمعة على المستوى الافريقي والعربي والدولي إلى أن تحصلت على عضوية بالمكتب التنفيذي للكنفدرالية الدولية للرياضة والعمل وكانت لها مساهمات في الاتحاد المغاربي والإتحاد العربي في أوت 1994. هذه السمعة العالمية عكست ديناميكا داخل البلاد، ذلك أنّ المنظمة لها 24 مكتبا جهويا وبعض المكاتب المحلية التي تحاول حسب الإمكانيات والطاقات الإحاطة والإرتقاء بعقلية العامل على مستوى صحته ونفسيته وثقافته الجنسية والبيئية وتأثيث وقت فراغه بباكورة هادفة من الأنشطة. أنشطة المنظمة تنوّعت كمّا وكيفا، فقد انتظمت الندوات الفكرية والمحاضرات والرحلات وتكوّنت ورشات الرسم وبُعثت دورة دولية سنوية للشطرنج ومهرجان الأصالة والتراث الذي يتضمن التعريف باللباس الأصيل والعرس والأكل والذي ستكون بالمناسبة دورته القادمة في المهدية. إلى جانب النشاط الرياضي الرئيسي، ألا وهو كرة القدم، فإنّ المنظمة ومن خلال التعمّق في إطلاق المبادرات، فقد بعثت السباق الدولي والعربي والذي ستكون دورته ال 22 يوم 28 مارس الجاري بمدينة ڤفصة ويشارك فيه شبّان وكهول من الجنسين من تونس وعديد البلدان من العالم. كما سيُنتظم يوم 30 مارس بتونس الدورة الثانية »كلّنا مع افريقيا« التي تهدف إلى ترسيخ قيم التعاون والتواصل بين الشعوب الافريقية والإرتقاء بقدراتهما في مجال التكوين والإحاطة. نواقص نشاط المنظمة، حسب رئيسها مسّ حوالي 504 مؤسسات و130 ألف مشارك سنويا، وهي أرقام ضعيفة بالمقارنة مع الأنشطة المتوفّرة والأهداف والطموحات التي تبتغي المنظمة تحقيقها للعمّال بالفكر والساعد. ورغم العلاقات الحميمية مع سلط الإشراف والجمعيات والمنظمات الأخرى، الاّ أنّ عديد الحدود باتت تعرقل أنشطة المنظمة ومنها عدم اهتمام وسائل الإعلام بأنشطتها المختلفة إلى جانب عدم قدرتها مسّ أكثر ما يمكن من العمّال وتأطيرهم، ففضاءات النشاط اخذة في التراجع أمام تزايد النشاط وتنوّعه رغم الإمكانيات البشرية والمالية في التنظيم والتسيير. المنظمة الوطنية للثقافة والرياضة والعمل محتاجة بشكل أكيد للدعم والإحاطة اللازمين من أجل تطوير عملها وتعميقه في الأوساط العمّالية المحتاجة كل يوم لمن يرفّه عنها وينسيها القليل من هواجس المقدرة الشرائية المهترئة وارتفاع الأسعار وغول الطرد والتسريح الذي يتربّص بها في كل لحظة.