يحيي شعبنا الفلسطيني مع سائر الشعوب العربية والأمم والقوى التقدمية في العالم يوم الأرض في الثلاثين من مارس 2010، هذا اليوم النضالي الذي يعكس تمسك الشعب العربي في فلسطين بحقوقه وثوابته الوطنية، ويجسّد الارادة الصلبة والرباط الوثيق بين الانسان الفلسطيني وأرضه، ويمثل نموذجا للتضحية وعنوانا للإحتجاج والمقاومة والردّ المشروع على سياسة الاستيطان والتهويد وعلى الاحتلال الصهيوني. إن إحياء يوم الارض يقترن هذه السنة بمزيد تعقّد الأوضاع وتأزمها في وطننا العربي: فالاحتلال الصهيوني ماض في الاستيطان وفي هدم البيوت ومسح قرى بأكملها، ومستمر في استهداف ابناء فلسطين الصامدين في وجه الاحتلال، وفي الزجّ بعدد منهم في السجون والمعتقلات، وإن ما يزيد شعبنا الفلسطيني معاناة وما يعمّق مأساته هو أزمة التشرذم التي تعيشها فصائله وواقع الخلاف والتمزق وهو الواقع الذي أضعف المقاومة وغابت معه ردود الفعل الجماعية الحازمة المنظمة والمناسبة في ظل استمرار السياسة الامريكية الداعمة لممارسات الكيان الصهيوني في استهدافه لشعبنا في فلسطين. تمرّ الذكرى والاراضي العربية تحت وطأة الاحتلال: الجولان السوري، جنوب لبنان، العراق... وبؤر التوتر في أجزاء أخرى من الوطن العربي وهي مظاهر على تعدّدها، تعكس استهداف قوى الاستعمار والهيمنة لخيرات البلاد العربية عبر محاولات تركيع شعبنا وإخضاعه لسياسة الأمر الواقع في ظل تواطئ عدد من الانظمة العربية وصمت مريب لبعضها. تمرّ الذكرى، وخيار المقاومة يظل الخيار الوحيد في مسيرة الصراع مع كيان هدفه إبادة الشعب الفلسطيني وطمس هويته وتشويه مقدساته واحتلال كافة أراضيه، غير معترف بكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية على اختلالها. إن الاتحاد العام التونسي للشغل، وفاء للمبادئ التي انبنى عليها ولثوابته الوطنية يجدّد مؤازرته المطلقة واللامشروطة لنضالات شعبنا في فلسطين حتى تحرير أراضيه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، في ظل وحدة وطنية فلسطينية تكون درعا للنضال ضد الاستعمار وردا على السياسة الصهيونية تفويتا لأي فرصة تنقل الصراع الى الداخل الفلسطيني. وهو إذ يتوجّه بتحية إكبار الى المقاومة الباسلة في فلسطين والعراق ولبنان يجدّد دعوة كافة القوى التقدمية في العالم والمنظمات والجمعيات غير الحكومية وفي مقدمتها النقابات الى تفعيل دورها في مؤازرة شعبنا في فلسطين كما يجدّد دعوة الحكومات العربية الى مقاطعة الكيان الصهيوني والى الكفّ عن التطبيع معه وقطع كافة العلاقات سياسية كانت أم اقتصادية أو ثقافية. عاشت نضالات شعبنا في فلسطين في مقاومة الاحتلال.