في الوقت الذي تبدي فيه القمم العربية المتوالية مزيدا من المرونة ومزيدا من تكريس التنازل إثر الآخر طمعا في حمل الكيان الصهيوني على الانخراط في خيار التفاوض وأملا وهميّا في جلب المجموعة الدولية الى صفّ الحق الفلسطيني وفي الوقت الذي يطالب فيه شعبنا في فلسطين بحقه المشروع في تكوين دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف يعمد الكيان الصهيوني الى الإمعان في استمرار سياسته العدوانية عبر قراره القاضي بالتهجير القسري لجانب من سكان الضفة الغربية بتعلات غايتها ضمّ مزيد من الاراضي في مسعى منه الى تهويد القدس وجعلها عاصمة أبدية له ضاربا عرض الحائط بكافة المواثيق الدولية متنكرا لكل الاتفاقيات المبرمة مع الطرف الفلسطيني على اختلافها وعلى اختلاف الداعين لها. إن سياسة التهجير القسري للفلسطينيين واستمرار الاستيطان ممارسات، اقترنت بمناورة »الدولة الفلسطينية المؤقتة«، وشكلّت في جوهرها ردا على قرارات القمة العربية الاخيرة وعلى مقترحات الولاياتالمتحدةالامريكية الداعية الى إيقاف الاستيطان واستئناف المفاوضات من أجل إقرار السلم بين الاطراف المتنازعة. لقد بدأ جليّا أن الكيان الصهيوني لا يعترف بغير القوة والتدمير والاحتلال، وإن الحلّ يظلّ في ضوء ذلك في المقاومة خيارا على قاعدته تتوحّد الفصائل المقاومة، وان أمريكا، مهما تعددت القوى الحاكمة فيها، تظلّ بحكم ارتباط المصالح، السند الدائم للكيان الصهيوني فيما يرتكبه من جرائم حرب وفيما يأتيه من حملات إبادة هدفها تأبيد الاحتلال واستمراره. والاتحاد العام التونسي للشغل إذ يجدّد إدانته المطلقة للإحتلال الصهيوني وتنديده بكافة القوى الداعمة له وبسياسة العزل بأشكالها، يدعو الفصائل الفلسطينية الى ضرورة التوحّد والتلاحم لمقاومة الاستعمار الاستيطاني ويناشد القوى التقدمية في العالم وفي مقدمتها النقابات الى مؤازرة شعبنا في فلسطين والى دعم الجهود الجادة الرامية الى مقاومة أبشع احتلال عرفه التاريخ حتى تحرير أرضه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. عاشت نضالات شعبنا في فلسطين حتى تحرير أراضيه.