يحيي أحرار العالم وقواه التقدّمية إلى جانب حركات التحرّر العربية والشعب العربي الفلسطيني بأكمله اليوم 30 مارس ذكرى يوم الأرض أو ذكرى اليوم العالمي للنضال ضدّ الصهيونية والإمبريالية العالمية. ولقد دأب الاتحاد العام التونسي للشغل سنويا على إحياء هذه الذكرى ودعوة جميع هياكله إلى المساهمة الفعليّة في إحيائها وجعلها محطّة سنوية من محطات النضال النقابي في بعده الوطني المناهض للاحتلال الصهيوني في الأراضي العربية ورفض جميع مظاهر التطبيع معه. والتزاما من المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغال بثوابته الوطنية وقناعاته القومية ووفاء منه لقرارات مؤتمره الأخير المنعقد بمدينة طبرقة أيّام 26 و27 و28 و29 ديسمبر 2011 بخصوص دعم المقاومة ورفض الاحتلال والتصدّي لكافة مظاهر التطبيع مع العدو الصهيوني، يحيي هذه الذكرى السنوية ليوم الأرض وهو اليوم الذي تنخرط فيه شعوب العالم في فضح الطبيعة العنصرية العدوانية الاستعمارية للكيان الصهيوني، وفي كشف نواياه التوسعية الاستيطانية داخل الأراضي العربية على حساب السكان العرب الأصليين بدعم كامل من الامبريالية العالمية وعلى رأسها الامبريالية الأمريكية وبتواطؤ من الأنظمة العربية العميلة. انه اليوم الذي تنكشف فيه سنويا حقيقة الكيان الصهيوني أمام العالم كما تفتضح فيه أكذوبة السلام متعه التي تروّج لها الامبريالية العالمية والرجعية العربية لضرب المقاومة وفرض الاستسلام وتمرير التطبيع مع العدو. ويكتسي احياء ذكرى يوم الأرض هذه السنة2012 طابعا مميزا في ظل سقوط رموز عديد الانظمة العربية المعروفة بخضوعها إلى الإملاءات الامبريالية وعمالتها للكيان الصهيوني وحقدها على المقاومة الفلسطينية ولهثها وراء جميع الحلول الاستسلامية وقمع الشعب في مختلف أقطارها في محاولة لإسكات كل نفس تحرري ديمقراطي رافض للاحتلال والتطبيع معه. ان المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل متأكد ان الثورات الشعبية العربية التي عمّت عديد من الاقطار قد كسرت حاجز الخوف نهائيا من هذه الانظمة الاستبدادية العميلة، وفتحت امام الشعب العربي آفاقا ارحب للنضال من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومن أجل تدعيم حطّ المقاومة الثورية للاحتلال الصهيوني وفضح المناورات الرامية إلى قبول التعايش مع الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين كأمر واقع في الوقت الذي يتواصل فيه الهجوم على الشعب الفلسطيني متخذا ابشع الاشكال العدوانية من تشريد وتهجير وقتل واعتقال وحصار متواصل ضد الشعب من ناحية وتوسيع للمستوطنات وتهويد للمعالم العربية الاسلامية منها والمسيحية وهدم لأحياء بكاملها في القدس وغيرها من المدن الفلسطينية. إنّ المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل يدعو جميع القوى الوطنية في تونس إلى استغلال هذه المحطّة النضالية لتدعيم ثقافة المقاومة وسط الجماهير وفضح الطبيعة الاستعمارية الاستيطانية للكيان الصهيوني العنصري، وشحذ اليقظة حيال جميع ما يُحاك مع الدسائس والمؤامرات لتأبيد الاحتلال الصهيوني وتمرير تطبيع الأنظمة العربية معه. وإنّ المكتب التنفيذي يدعو جميع هياكله النقابية وسائر النقابيين إلى إحياء هذه الذكرى كما يدعو جميع القوى الوطنية من أحزاب ومنظمات وجمعيات إلى رصّ الصفوف من أجل تحقيق إحدى أهداف الثورة. ثورة 14 جانفي وهي المساندة التامة لقضيّة التحرّر العربية وفي مقدّمها تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني، وفي هذا الاطار يتنزّل موقفنا المبدئي الداعي إلى التنصيص على تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني في الدستور التونسي القادم الذي ينكب على اعداده المجلس الوطني التأسيسي وفاءً منّا لشهداء أمّتنا العربية الذين قدموا أرواحهم الزكية من أجل فلسطين وفيهم من تونس عدد كبير انخرطوا في النضال الوطني الفلسطيني من أجل تحرير الأرض الفلسطينية من الكيان الصهيوني المحتل. المجد والخلود للشهداء نعم للمقاومة لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني.