ماذا يحدث في مؤسسة »يونايتد فاشن« الواقعة بالمنطقة الصناعية بقصر السعيد التابعة لولاية منوبة؟ كيف يدوس المشرف على المؤسسة على كافة القوانين والتشاريع الوطنية والدولية من أجل هدف واحد هو القضاء على مولود جديد إسمه النقابة الأساسية. في هذه المؤسسة التي تشغل قرابة 200 عامل وعاملة ومختصة في خياطة إحدى الماركات العالمية المشهورة، لم يستسغ المؤجر الإيطالي الجنسيّة تأسيس النقابة فأقدم إثر يوم واحد من انبعاثها على طرد الكاتب العام للنقابة الأساسية وهو ما مثّل اعتداءا خطيرا على الحقّ النقابي وانتهاكا لكافة القوانين، مؤكدا ما يكنه هذا المؤجر من عداء للعمل النقابي خصوصا وقد كانت له سوابق قديمة لإجهاض نقابة كانت قد تأسست. هذا الاعتداء الصارخ على الحق النقابي ورفض أن تكون للعمال نقابة تدافع عن حقوقهم المهنيّة المشروع قابلهما صمود ووحدة لدى العاملات والعمال الذين رفعوا الشارة الحمراء منذ جانفي الماضي تضامنا مع الكاتب العام المطرود. كما تدخل الإتحاد الجهوي للشغل بمنوبة لإيجاد حلول وإرساء حوار مع المؤجر الإيطالي وهنا يوضح الأخ مصطفى المديني الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بمنوبة أن المؤجر تكبّر ورفض الجلوس للتفاوض مع الطرف النقابي مما تطلب إصدار برقيّة اضراب يومي 27 و28 جانفي الماضي وردّا على برقيّة الاضراب أقدم المؤجر على طرد 24 عاملا وعاملة ورغم الترهيب فقد نجح الإضراب بنسبة 100 بالمائة وواصل هذا المؤجر تعنته بطرد 11 عاملا وهنا تدخّل الاتحاد الجهوي مرّة أخرى لكن دون جدوى فقد أبدى المؤجر إصرارا غريبا في مواصلة سياسة الهروب الى الأمام دون مبالاة بأي طرف اجتماعي ودون احترام لقوانيننا الوطنيّة وللتشاريع الدوليّة. وكان الإتحاد الجهوي للشغل بمنوبة متابعا دقيقا لهذا الاشكال واقفا الى جانب العمال حيث أصدر برقيّة إضراب جديدة أيام 17 و18 و19 فيفري وهنا تدخلت ولاية منوبة فاستجاب صاحب المؤسسة وعبّر عن استعداده لتجاوز الاشكاليات مع إبقاء الكاتب العام للنقابة الأساسية في رخصة نقابيّة خالصة الأجر وقد قبل الاتحاد الجهوي هذا المقترح بهدف انهاء الاشكال وعودة المؤسسة الى دورتها الاقتصادية بإعتبار أن الإتحاد حريص على أن يكون مدافعا عن استقرار المؤسسات ولكن بشرط احترامها للقوانين. ومع حلول صباح الغد تحول العمّال والعاملات الى مقرّ عملهم يحدوهم عزم على طيّ صفحة الماضي وإعادة دوران الماكينات والنشاط داخل هذه المؤسسة لكن فوجئوا بتنكّر المؤجر لاتفاق البارحة رافضا تطبيق أي بند منه وتحرّك الاتحاد الجهوي مرّة أخرى لمدّة عشرين يوما لكن بقي الاتفاق حبرا على ورق مما أجبر الاتحاد الجهوي على إصدار برقيّة اضراب جديدة لأيام 17 و18 و19 مارس توّج بإضراب ناجح وكان العمال يدا واحدة في حين كان ردّ المؤجر عنيفا مرّة أخرى بطرد أربعة عمّال جدد من ضمنهم عضوين من النقابة الأساسية ومرّة أخرى انعقدت جلسة بمقر الولاية والتي تابعها السيد كمال بن علي والي منوبة الذي كان حريصا حرصا شديدا على أن يكون منصفا ومدافعا عن حقوق العمال، وساهم دور الوالي في الوصول الى اتفاق ينص على إرجاع العمال المطرودين وإبقاء الكاتب العام في رخصة خالصة الأجر في جلسة تواصلت الى ساعة متأخرة من الليل. وقد قبل الطرف النقابي هذا الحلّ وتوجه أعضاء الاتحاد الجهوي في تلك الليلة بالذات للإعلان عن الاتفاق وبأن الاتحاد يده ممدودة للحوار لكن فوجئ الجميع من الغد بإقدام صاحب المؤسسة على اغلاقها في وجه ابنائها رافضا تطبيق الاتفاق مما ترك الع مال في حيرة من أمرهم وطالبوا الاتحاد الجهوي بمساندتهم وكان الاعتصام الذي جاء على مضض فالنقابيون يخيّرون دوما الحوار وإيجاد الحلول بإعتبار أن التصعيد لا يجدي نفعا ويضرّ بمصالح كافة الاطراف، لكن ما باليد حيلة مع بعض الأعراف الذين يرفضون الحوار ولا يعترفون بالحق النقابي ويعتقدون أن العمّال وسيلة للثراء فيتنكرون لحقوقهم متناسين أن سواعد العمال وفكرهم أساس تلك الثروات والبذخ الوافد عليهم. وأفادنا الأخ مصطفى المديني ان المفاوضات متواصلة في التفقدية العامة للشغل مشيرا هنا الى ما صدر من هذا المؤجر من كلام بذيء في جلسة رسمية تجاه العاملات مما جعل الطرف النقابي ينسحب من الجلسة وحيا الأخ الكاتب العام للإتحاد الجهوي الوقفة الحازمة للمتفقد العام للشغل الذي كان حازما. وأوضح الأخ المديني ان الاتحاد بني على الحوار ومع الاستثمار الأجنبي الذي يحترم العمال وحقوقهم لكن المنظمة الشغيلة ترفض من يدوس على حقوق وتشاريع بلادنا. وفي زيارة للمعتصمين أبدى العمّال والعاملات إصرارا على الدفاع عن حقوقهم دون هوادة كما حيّوا المجهودات الجبارة للاتحاد الجهوي بمنوبة بكافة أعضائه ونوهوا بزيارة الأخ محمد السحيمي الأمين العام المساعد المسؤول عن العلاقات الدولية الذي حيا المعتصمين وصمودهم. وأفادنا الأخ مصطفى المديني أن جهة منوبة استبشرت بحلول الأخ عبد السلام جراد الأمين العام بمقرّ الإتحاد الجهوي يوم الاثنين الماضي ومتابعته الدقيقة لهذا الملف وقد مثلت تلك الزيارة المساندة دفعا كبيرا للعمال. هذه إذن كل ملابسات ملف »يونايتد فاشن« والذي يحتاج الى صرامة في تنفيذ القوانين خصوصا وأن الاتحاد الجهوي كان حريصا بدوره على ديمومة المؤسسة لكن شريطة إحترام القانون.