زأرت الاسود، ويح الرّذائل لا تصدّق الخبر. وفزعت النّسور، من الحادثة تلعن البشر. والخيول الاصيلة، منها الدّمع ينهمر. والسيوف ذليلة، لا تقبل العزاء حتّى تثأر. وحبل المشنقة خجولا منك يعتذر. لهفي على نجمنا الساطع بك تحسدنا القمر. شهيد، أب الشهداء بك الاحرار تفتخر. علوت مجدا، صدام المجيد تسمو ولا تفتر. فلا ننسى وقفتك الشامخة والمنايا حولك تنتظر. لتنال منك العلوج وأنت الشجاع المتصبّر. فليس كل الرّجال رجالا فأنت الغيث والمطر. تركتنا رقّا في يد الاوغاد أيّها الفارس المنتصر. تركتنا للظّلام، وأنت النّهار بضيائه يبهر. شهيد سعيد، قد استجاب لك القدر. المسلمون والملائكة تكبّر وانت تحتضر. أبكتهم وصيّتك، ولمثلك الأمة تفتقر. فلا خوف عليك ولا تحزن ولمثلك الرّحمان يغفر. يعزّ علينا فراقك، وشيمتك بالذلّ تكفر. أمحن الزّمان، الا تجمدي؟ وبكلّ جيل تستهتر. عمر المختار، وعبد الناصر وصدّام، هم الدّرر. رغد، يا لبوة الرّافدين تناشدك الخضراء، وتكرّر. ان تجودي، علينا بزيارة فتونس بلادك، يا سلالة المنتصر. محمد الطيب حمدوني - سيدي بوزيد