يشهد الوضع الإجتماعي داخل ضيعتي »الرحمانيّة« بشواط و»العزيزيّة« بالمرناڤية توتّرا وتململا كبيرين نتيجة تواصل اعتماد المدير العام الحالي للمؤسستين سياسة »الأرض المحروقة« وإهدار لثروة فلاحيّة وحيوانيّة وبشريّة لا يمكن التّفريط فيها بتلك الكيفية. فعندما تطأ قدماك الضيعتين لاتشعر أنّك في ذلك المكان الذي حدّثوك عنه طويلا... ذلك المكان الذي يمسح 1200 هكتارا ويتموقع بين حوض وادي مجردة والمنطقة السقوية العموميّة أي في موقع استراتيجي مهم للغاية. عندما تتجوّل داخل الضيعتين ترى الحُطام في كلّ مكان... الجرارات موزّعة على الضيعة كأنّك في أيّام الحصار ببغداد، فكلّ تلك الجرارات لا تعمل لأنّها تفتقد إلى قطع غيار... والمشكل ليس في توفّرها بل في تعمّد المدير العام إغراق الضيعتين بإتلاف كلّ شيء ورفض إصلاح تلك الجرارات وإبقاء كلّ شيء على حاله. هكذا تحدّث العمّال المتبقون على ذمّة الضيعتين وقبل الغوص في مشاكلهم نشير إلى أنّ الضيعتين تمّت إحالتهما إلى مستثمر أجنبي ومنذ ذلك التاريخ والعمّال يعانون الأمرين وممّا زاد الطين بلّة تعيين مدير عام جديد والذي، عوض القيام بعملية إنقاذ بدأ بالحطّ من كرامة العملة وإهانتهم والحطّ من خططهم إلى حدود إيقافهم وإحالتهم على القضاء بتهم باطلة وكيدية ممّا دفع الإتحاد الجهوي للشغل بمنوبة إلى التدخل في عدّة مناسبات وإصدار برقيات إضراب عن العمل يتمّ إلغاؤها في جلسات صلحية لا يلتزم المدير العام بتنفيذها. وقد قام المدير العام بالتفريط في أكثر من ثلثي العملة المُحالين من ديوان الأراضي الدوليّة والتفريط في قطيع كبير من الأغنام وتحويل عديد الأشجار المثمرة إلى كومة من الفحم في إطار عمليّة نجهل من أذن له بها. كما تحوّلت المعدّات الفلاحية إلى رُكام من حديد. المؤسستان غرقتا في الديون ومعها انطلقت عمليّة ضرب حقوق الأعوان وطردهم ولم يبق منهم سوى عدد بسيط. هكذا تحولت الضيعتان إلى أرض دون زرع، دون ثمار دون تنمية حيوانيّة وقد تصبح دون بشر... لفائدة من يقع كلّ هذا الآن داخل الضيعتين؟ لماذا تتخلّى وزارة الفلاحة عن أراضي الدولة عن ثرواتنا الفلاحيّة؟ وهل بهذه الطريقة يمكن لنا الحديث عن اكتفاء ذاتي؟ ما يقع هناك جريمة في حقّ فلاحتنا الوطنيّة يحتاج إلى فتح تحقيق لتقصّي الحقائق ومعرفة المذنبين في حقّ الطبيعة والأرض. هناك وجدنا عمّالا مهمّشين.. مظلومين... لا أجور يتحصّلون عليها وإن تحصّلوا على القليل منها فبعد جهد جهيد وبتدخل وصراع يقوم به الإتحاد الجهوي للشغل بمنوبة مع مطلع كلّ شهر. وجوه العمّال تعطيك صورة حقيقية عن الوضع المأساوي للأرض ولعائلاتهم، هم قبلوا بكلّ شيء إلاّ أن تهدر كرامتهم ولقمة عيشهم. من يتدخّل لإنهاء هذه المهزلة ومتى يعي المدير العام أنّ تلك الضيعة المترامية الأطراف كانت تنتمي إلى مطمورة روما وأنّها ملك لنا جميعا ولا يمكن لمحترفي الفلاحة العبث بها، كلّ هذه الحيرة والأسئلة تحتاج إلى إجابة حقيقيّة وموضوعيّة من وزارة الفلاحة علّها تشفي غليلنا وغليل العمّال هناك، فقد فاض بنا الكأس ونحن نرى ذلك العبث بثرواتنا الطبيعية والفلاحية والبشرية. العمّال أكّدوا لنا على دور الاتحاد الجهوي للشغل بمنوبة الذي وقف معهم في معاناتهم مشدّدين على تمسّكهم بحقوقهم.