مرت اشهر دون أن يحصلوا على أجورهم وحرموا من ابسط حقوقهم تؤلمهم ظروف الحياة بقدر ما تؤلمهم رؤية مصدر رزقهم المتمثل في ضيعتي الرحمانية بشواط والعزيزية بسيدي علي الحطاب بمعتمدية المرناقية يتراجع يوما بعد يوم ويتحول إلى خراب بعد أن كان "جنة " يفيض خيرها على الجميع. "الصباح" تعمقت في معاناة العمال البالغ عددهم 49 الذين يكابدون من اجل الحصول على حقوقهم التي ضاعت وأجورهم التي لم يحصلوا عليها منذ فترة تتراوح بين الخمسة والسبعة اشهر. فمختار الدريدي يعمل بالضيعتين منذ 27 عاما لم يتقاض أجره منذ 7 اشهر يقول:" لقد واجهنا الخطر أثناء الثورة لحماية الضيعتين رغم عدم خلاص أجورنا وعانينا الأمرين من المدير العام الذي لم يفوت فرصة لإهانتنا وإيقافنا كلما طالبنا بحقوقنا وإحالتنا على القضاء بتُهم باطلة وكيديّة ." العربي ماهر يعمل منذ 40 عاما يقول:" حرمنا من أجورنا اشهرا ولم نسمع غير التسويف والمماطلة فقد ضرب المسؤول عنا عرض الحائط بمفاوضات وزارة الإشراف والتفقدية العامة واتحاد الشغل... لقد ساءت أوضاعنا الاجتماعية وأملنا أن تتدخل الحكومة المؤقتة لإنصافنا ". جميلة الشارني تعمل بالضيعة منذ سنة 1984 تقول: لم أتقاض اجري منذ اشهر كما طرد زوجي منها منذ عام 2008 بعد 35 سنة عمل لا لشيء إلا لأنه حاول التصدي للظلم لقد ساءت أوضاعنا الاجتماعية وتشرد أبناؤنا." محمد أبو السعود من العمال الذين أكدوا رفع الشركة قضايا كيدية ضدهم يقول :"صدرت في حقي وحق البعض من زملائي أحكام بالسجن مع تأجيل التنفيذ وخطايا مالية دفعناها بشق الأنفس ولازلنا بعد الثورة نحال أمام المحكمة وبتهم كيدية ونحن عاجزون عن نيل حقوقنا ." بشير الحجري عامل منذ 33 سنة يقول :" بعد التفويت في الضيعتين من قبل ديوان الأراضي الدوليّة إلى المستثمرين الخواص وانتهى الأمر بتعمد الإضرار بالضيعتين ببيع قطيع كامل من الأغنام وقطع الأشجار واستغلالها كحطب لصنع الفحم والقيام بعمليات تخضير لما تبقى منها." بوجمعة الموسي وسميرة عياش اتفقا في تدخلهما على أن مصير الشركة وضياعها كمصدر رزقهما الوحيد بات هم الجميع خاصة بعد أن تحولت معداتها البالغة كلفتها الملايين إلى قصدير ياكله الصدأ واهترأت البناءات كما بيع أسطول سياراتها وبمقابل زهيد . وأكد كل من حسين الطرابلسي ويوسف النفزي أن الضيعتين تمثلان مستقبلهم ومستقبل أبنائهم معربين عن أملهم في أن تتدخل الحكومة المؤقتةلمساعدتهم على الحصول على حقوقهم وضمان لقمة عيشهم في هذه الظروف والتي حرموا منها ظلما."