شارك الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد كنائب رئيس الكنفدرالية النقابية العالمية (C.S.I) في المؤتمر التاسع لمبادرة الجنوب حول العولمة والحقوق النقابية التي التأمت بالبرازيل من 18 الى 23 افريل 2010 وقد القى بالمناسبة كلمة عبر خلالها عن سعادته بحضور فعاليات المؤتمر التاسع لمبادرة الجنوب حول العولمة والحقوق النقابيّة، كما أعرب عن بالغ اعتزازه بانعقاد هذا المؤتمر في البرازيل هذا البلد الكبير الذي نكنّ لشعبه وقيادته الوطنية برئاسة المناضل الرئيس لولا كل التقدير لما يشهده من نهضة وتقدم ولما يضطلع به من دور ريادي في الدفاع عن مصالح بلدان الجنوب سواء في قمّة العشرين أو في سائر المحافل الدولية. مضيفا كما يسعدني ان أتوجه بتحية النضال وعبارات المودّة والتضامن الى اتحاد عمال البرازيل هذه المنظمة النقابية العتيدة التي واجهت النظام العسكري الدكتاتوري وضحّت في سبيل الحرية والعدالة والتي تجمعنا بها قواسم مشتركة وبخاصة التعلق بمبادئ العمل النقابي الحر والقيم الديمقراطية ونضالنا المشترك صلب الاتحاد النقابي العالمي. إن مبادرة النقابات الديمقراطية بالجنوب بإقامة شبكة عالمية للدفاع عن عمال وشعوب البلدان النامية والصاعدة إنما تتنزل في اطار نضالنا المشترك ضد مخاطر العولمة المتوحشة والسياسات الليبرالية المجحفة وهي برهان على قدرة نقابات الجنوب على الأخذ بزمام الامور والتأثير في مجرى الاحداث. إن عمال وشعوب بلدان الجنوب يعيشون نفس الاوضاع ويواجهون نفس التحديات. وبقدر اعتزازنا بالروابط التاريخية التي تجمع بين شعوب افريقيا وأمريكا اللاتينية وبعلاقات التضامن القائمة بين المنظمة الجهوية الافريقية والمنظمة الجهوية بأمريكا الجنوبية، فإننا حريصون على تطوير علاقات التعاون بيننا وإرساء برامج عمل مشتركة لتبادل الآراء والتجارب بشأن التحديات المشتركة التي يواجهها عمال وشعوب بلدان الجنوب وفي مقدمتها معضلات التنمية والتشغيل والبطالة والحماية الاجتماعية والانعكاسات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية علاوة على انتهاكات حقوق العمال من طرف الشركات المتعددة الجنسيات. إن افريقيا مثل أمريكا اللاتينية تعاني من الفقر وتدني مستويات التنمية كما تعاني من نهب خيراتها وثرواتها، واذ نعتز بالنضالات التي خاضتها شعوبنا ضد الاستعمار والأنظمة الاستبدادية بمختلف اشكالها وبخاصة الميز العنصري بإفريقيا والدكتاتوريات بأمريكا اللاتينية، فإننا نصبو في مطلع الألفية الجديدة الى تحرير أوطاننا من السياسات التنموية الفاشلة والقضاء على الفساد وارساء الحكم الرشيد الذي يخلص قارات الجنوب من حتمية الفقر وكابوس التخلف ويفتتح امامها آفاقا أرحب لاكتساب العلم والتكنولوجيا وبناء صناعات وطنية واقامة تكتلات إقليمية تضمن لعمالها وشعوبها مقومات الحياة الكريمة في اطار مجتمعات متضامنة وأنظمة حكم ديمقراطية تنبني على احترام حقوق الانسان وسيادة القانون والشفافية. ان العولمة الاقتصادية لا تهدد مكتسبات العمال فحسب بل هي بصدد تهميش قارات برمتها وعلينا تكثيف التشاور بيننا وتوحيد مواقفنا من اجل خلق جبهة نقابية واسعة تضم النقابات الديمقراطية ببلدان الجنوب وتكون احد روافد الحركة النقابية العالمية للتصدي مع سائر القوى التقدمية ومكونات المجتمع المدني لقوى التطرف الليبرالي والشركات المتعددة الجنسيات والمؤسسات المالية العالمية التي تفرض إملاءاتها وشروطها المجحفة على البلدان النامية والصاعدة لإبقائها في حالة تبعية دائمة. ومثلما نضطلع بدور ريادي في النضال من اجل التعديل الاجتماعي وتحقيق التوازن بين الشمال والجنوب فإننا كحركة نقابية مطالبون بالدفاع عن مبادئ السلام في العالم وثقتنا كبيرة بأن الرصيد التاريخي الذي يجمع بين شعوب الجنوب منذ كفاحهم المشترك ضد الاستعمار هو خير حافز لنا للتصدي للتهديدات الامبريالية الامريكية والاحتلال الاسرائيلي ودعم حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وإجلاء القوات الأجنبية عن العراق وتحرير الاراضي العربية وتأمين الامن والاستقرار بالقارة الافريقية ومؤازرة شعوب أمريكا اللاتينية في نضالها من اجل تأمين حرمتها وسيادتها. وفي الختام أحييكم باسم عمال تونس ومناضلي ومناضلات الاتحاد العام التونسي للشغل متمنيا لكم باسم كافة النقابيين الافارقة ومنظمتهم الجهوية التابعة للاتحاد النقابي العالمي النجاح في اعمالكم، تحدونا ثقة كبيرة في قدرة مناضلي الجنوب على رفع التحديات والاسهام في بناء نهضة قاراتنا وأوطاننا.