«إن تجربتنا التونسية في مجال العلاقات الاجتماعية ناجحة وهي تقوم على أساس الاحترام المتبادل والسياسة التعاقدية». هذا ما أكّده عبد السلام جراد الامين العام للمركزية النقابية أمام مؤتمر مبادرة الجنوب حول العولمة والحقوق النقابية المنعقد في دولة البرازيل. وقال «جراد» ان السياسة التعاقدية في تونس قد تدعمت ركائزها خلال السنوات الاخيرة مما أدى الى خوض مفاوضات اجتماعية أثمرت زيادات في الأجور على مدى سبع جولات متتالية رغم الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة. وأمام قيادات المنظمات النقابية العالمية قال «جراد» إن عمال وشعوب بلدان الجنوب يعيشون نفس الاوضاع ويواجهون نفس التحديات وأضاف ان افريقيا مثل امريكا اللاتينية تعاني من الفقر وتدني مستويات التنمية كما تعاني من نهب خيراتها وثرواتها. وقال إننا نصبو في مطلع الألفية الجديدة الى تحرير أوطاننا من السياسات التنموية الفاشلة وارساء الحكم الرشيد الذي يخلص قارات الجنوب من حتمية الفقر وكابوس التخلف ويفتح أمامها افاقا أرحب لاكتساب العلم والتكنولوجيا وبناء صناعات وطنية واقامة تكتلات اقليمية تضمن لعمالها وشعوبها مقومات الحياة الكريمة في اطار مجتمعات متضامنة وأنظمة حكم ديمقراطية تنبني على احترام حقوق الانسان وسيادة القانون والشفافية. وقال «جراد» ان العولمة الاقتصادية لا تهدد مكتسبات العمال فحسب بل هي بصدد تهميش قارات برمتها وعلينا تكثيف التشاور بيننا وتوحيد مواقفنا من أجل خلق جبهة نقابية واسعة تضم النقابات الديمقراطية ببلدان الجنوب.