صمود... نضال... وتقدّم هو شعار المؤتمر الواحد والعشرون للاتحاد العام التونسي للشغل الذي افتتحه يوم الخميس 14 ديسمبر 2006 السيد عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد بحضور عدّة منظّمات نقابية ذات وزن عالمي وبعد جغرافي على غرار الاتحاد الدولي للنقابات العربية والاتحاد الدولي للنقابات الأوروبية ومثيله بالمغرب العربي وبعض البلدان الإفريقية والخليجية. أهم ما ميّز الافتتاح هو دخول النقابيين بقوّة بترديد الهتافات والشعارات وأهمّها «الاتحاد مستقل والشغيلة هي الكل». النقطة السوداء في الافتتاح هي أنّ أقلية من القوميين قد أثارت ضجّة لدى إلقاء الضيوف كلمة الافتتاح وعدم احترامهم لهم بمقاطعتهم وقد ردّدوا في كلّ مرّة بشعارات تدعو الى استقلالية الاتحاد وحريته ورفع الحصار عن زملائهم، وإن كان لهم الحق في ذلك، لكن ليس بالطريقة التي ألحقت أضرارا معنوية برؤساء المنظمات الوطنية الأخرى، وفي كلّ مرّة يقوم السيد عبد السلام جراد بالتدخّل لتهدئة الخواطر. وممّا يذكر أنّ نجل المناضل الراحل فرحات حشاد والسيد مختار الطريفي رئيس الرابطة الوطنية لحقوق الانسان قد وجدا الترحاب والتهليل من طرف كلّ النقابيين. أمّا كلمات الافتتاح للأمناء العامين للاتحادات المغاربية والعربية والدولية فقد تركّزت على الدفاع عن القضايا العربية وخصوصا الفلسطينية والعراقية واللبنانية والتي كانت حاضر بأعلامها الوطنية حيث تخلّلتها هتافات نتادي بدحر العدو الصهيوني وخاصة الولاياتالمتحدة وفي مقدمتهم الاتحاد النقابي للولايات المتحدةالأمريكية المساند للعراق وفلسطين لكن في المقابل نادى البعض الآخر إنّ الهدف النقابي هو إيجاد موقف موحّد مع الحكومات والسلطات وهذا لا يأتي إلاّ بالإرادة والضغط النقابي حتّي تتمكّن الأنظمة العربية من أخذ الموقف الصحيح من القضايا العربية الراهنة. أمّا على المستوى الوطني فقد بيّن السيد الهادي الجيلاني رئيس منظمة الأعراف أنّ تاريخ المنظمات النقابية متجذّر في هذا الوطن ومضيء برجالات عملوا على ترسيخ القيم النقابية السامية وعلى رأسهم الزعيم الراحل الشهيد فرحات حشاد. وقد أشار الى أنّ التاريخ شكّل دائما نقاط التقاء بين المنظمتين لبناء روح الوفاق بين أطراف الإنتاج وإنشاء سياسة تعاقدية قوامها التفاوض وقد بلغت الاتفاقيات القطاعية بين المنظمتين منذ 1973 نحو 51 اتفاقية. أمّا في ما يخص شعار المؤتمر فيرى السيد الهادي الجيلاني مثله مثل السيد مبروك البحري رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أنّ هذا الشعار يتنزّل في جملة الأهداف الوطنية للمخطط القادم. فالنضال يعني نضال الشعب والمنظمات وكافة فئات المجتمع من أجل مزيد العزّة والكرامة والحرية، الصمود هو الهدف المنشود أمام الصعوبات والهزّات التي تعصف بوحدتنا وتماسكنا وتضامننا أمّا التقدّم فال مناص منه في مسيرة البناء والتحديث. بالتوازي مع ذلك هناك «مؤتمر» آخر خارج مكان المؤتمر، فإذا كانت الهتافات والشعارات قد ظغت خلال افتتاح مؤتمر الشغيلة فإنّ المؤتمر الثاني والذي دار في الشارع بين سلطات الأمن والنقابيين الذين لم يتسنّ لهم الدخول بسبب عدم حملهم للشارة المخوّلة لهم ذلك علما بأنّه من النقابيين خارج الفندق هناك نحو خمسة عشر نقابيا مترشّحا لعضوية المكتب التنفيذي وهم (عبد الجواد جنيدي وعبد المجيد الصحراوي والحبيب بسباس ومصطفى بن أحمد وفتحية قصّار ومنصف بن رمضان ونعيمة الهمامي ونعيمة مسلم وليلى ح-ازم ونزار عمامي وحمادي بن نيم والسنوسي بن فرج وزهير العيدودي وكمال سعد وعلي الزراعي) بالإضافة الى عدّة مترشّحين الى عضويّة اللهجان. هؤلاء النقابيون الذين دخلوا في مناوشات مع رجال الأمن أرادوا الدخول الى مان المؤتمر حتّى يتسنّى لهم القيام بالحملة الدعائية الكافية في كنف الشفافية والديمقراطية قبل يوم الانتخابات (السبت 16 ديسمبر 2006)، فرغم أنّ هذه الحملة قد انطلقت منذ شهر تقريبا فإنّ مفاجآت آخر اللحظات تبقى واردة. وفي هذا السياق يمكن القول إنّه توجد لخبطة نوعية حيث أنّه كان يمكن تلافي ذلك بالقانون حيث منذ البداية كان بالإمكان تحديد شروط للمترشّحين إمّا أن يكونوا نوّابا ويتسنّى لهم الدخول لقاعات المؤتمر للدفاع عن المبادئ والأولويات التي يدافعون عنها وإمّا السّماح على الأقل للمترشّحين لعضوية المكتب التنفيذي بالدخول الى الفندق ومواصلة القيام بحملاتهم الدعائية وإمّا عدم قبول ترشّحاتهم، وعلى أيّة حال، وقبل شروع المؤتمرين في التصويت تبقى كلّ الاحتمالات قائمة وإن كان العديدون يتوقّعون أن تنجح، في الأخير، محاولات إيجاد قائمة وفاقية علما بأنّنا كتبنا هذا المقال قبل الإعلان عن النتائج النهائية. عين على المؤتمر... عين على المؤتمر... «اللبلابي» اللبلابي منذ الصباح الباكر هي الأكلة المفضلة لجلّ النقابيين وهو ما انطبق فعلا على فعاليات المؤتمر التي اتّسمت بالحرارة والنقاشات الحادّة. فوضى عارمة لا وجود لقاعة مخصصة للصحافة ولا وجود لمسؤول معيّن للاهتمام بشواغل الصحافيين وباستثناء بعض الزملاء الذين على علاقة ثنائية ببعض المسؤولين فإنّ الفوضى كانت عارمة وكانت شعار اليوم الأوّل من المؤتمر. تشكيك الأمين العام لاتحاد العامل الجزائري شكّك في «رجوليّة» العرب وندّد بثورات عمالية للوقوف أمام القضايا العربية معلّلا ذلك أنّه عند مشاهدة المجازر وبحور الدماء اليومية في العراق وفلسطين وحتّى لبنان فإنّ الحكومات العربية نائمة في سبات عميق. 400 مليار دولار قال الأمين العام لحزب العمال الفلسطيني إنّ بعض الشخصيات العربية يضعون في سويسرا فقط نحو 400 مليار دولار فما بالك بالبلدان الأخرى وقال ل «حقائق» أنّ ثورات العرب ليست للعرب وأشار الى أنّ الطبقة الشغيلة تصرخ من ألم الأنظمة. شفافيّة في عمليات الفرز طالب السيد عبد السلام جراد صراحة بحضور مخمثلي الصحافة الوطنية المسموعة والمكتوبة والمرئية بقاعات الفرز حتّى يقع تلافي كلّ ما هو متعلّق بالتزوير في الانتخابات. محمد عمار الصريح