تستقر الأوْضاعُ الشغلية لمصنع »أميرة« بمجاز الباب في حالة التّردّي المتواصل منذ فترة حيث كُنّا قد أشرنا إلى هذه المسألة في مقالات سابقة (راجع »الشعب« عدد 1073، السبت 3 ماي 2010 ص23 وعدد 1075 الصادر يوم السبت 22 ماي 2010 ص 12)، وتتمثل صورة الأمر في أن 4 محاضر جلسات بين الأطراف النقابية و»وكيل« المصنع برعاية تفقدية الشغل قد بقيت حبرا على ورق إذ أنّ من بقي يعمل في هذ المؤسسة لا يتحصل على بطاقة الخلاص، أما منحة البطالة التي تم الاتفاق بشأنها وتهم قرابة 100 عامل وعاملة فلم يقع سدادها قط، وقد تنكرّر المشغل لوعده بإعادة معظم من تمّ طردهم خلال شهر جويية من العام الجاري بل أن »الوكيل« قد عمَد إلى إسناد 21 يوما بعنوان العطلة السنوية وهي طبعا غير خالصة الأجر كالسنوات الفارطة! وقد استثنى من هاته العطلة 3 حراس وإداريين إثنين، كما تبين زيف ادعاء »العرْفْ« بآستقدام زبون أو شريك أجنبي للنهوض بالمصنع خلال شهريْ جويلية أو أوت (من المعلوم أنها أشهر العطل خاصة في أوروبا) كما امتنع المشغل عن إسناد قسط سنة 2010 بعنوان زيادة في الأجور تم الإتفاق عليها في ملحق تعديلي سابق. أما أخطر الأمور على الإطلاق فهو النزاع القائم حاليا بين المشغل وصاحب المحل (أي العقار المصنع) حيث أنّ هذا الاخير يطالب بالزيادة في معين الكراء بينما يمنع شاغل المصنع عن ذلك بل ويمتنع منذ مدة عن سداد معلوم الكراء الاصلي والأمر حاليا في يد المحاكم المختصة التي من المحتمل أن تحكم بالخروج الفوري وإخلاء مصنع »أميرة« ليسترد مالك العقار حقه ويصبح مصير قرابة 100 عائلة في مهبّ الضيّاعِ. ❊ ضيعة »النّعّاسْ«: عبودية من زمن مضى! تقع ضيعة »النعاس« ضمن الأرض الفلاحية المعروفة بهنشير البيْ من قرية »الهرْيْ« وهي منطقة شديدة الخصوبة وافرة الإنتاج، لكن ما يحدث فيها حقا يجعلنا نعود بمخيلتنا إلى عهود العمل »بالسُّخْرةِ« في الزمن العثماني المتأخر، عشرة هم مجموع العاملين في هذه الأرض لا يتمتعون بأي نوع من العطل ومنهم من يشتغل 13 ساعة أو أكثر يوميا! أما الأجور فيتمّ دفعها »تحت الحيطْ« كما يقال دون أي مُسْتند لذلك فالمنح والزيادات ممنوعة إلا في المنام! إن أمكن لهؤلاء المساكين أن يناموا مطْمئنيّ البال من غوائل الفاقة أو المرض فالتغطية الإجتماعية لا تشمل سوى عاملين إثنين فقط! ألا يدْفعُنا هذا إلى ترديد المقولة التراثية المأثورة: »متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا!؟«