صدر مؤخرا عن دار الكتاب الحديث بالقاهرة ديوان شعر من الحجم الصغير (16 *12صم) حوى 26 صفحة ضمت 11 قصيدة قصيرة في الشعر العمودي للأستاذ الجامعي مدرس اللّغة الانقليزية بالمملكة العربية السعودية الشاب نجيب بن علي تونسي من مواليد مدينة منزل جميل في 26 ماي 1981 الذي اختار من الأسماء لباكورة أعماله هذه »قصائد من تحت الانقاض« وهي بالتّمعن فيها والغوص في معانيها ومراميها قصائد في بعضها لوعة وأنين وذكرى وحنين نابعة من تحت أنقاض ما بصدره مصاب الجوى بيدك المصائب والاحداث شعره نفاثة صدره كما قال الشابي شعري »نفاثة صدري«. لقد اقتصر شاعرنا في التّصدير أو في صفحة الاهداء على كلمة »إليك« فحسب وهي عنوان أطول قصيدة حوتها المجموعة (29 بيتا) وفيها يعود به الحنين لدفتر حبّ اخفاه لينفض عنه غبار السنين، لكن الحبيبة مسحت حتّى بقايا للذكرى فيقول: »وها إنّني الآن قد عاد بي / الى دفتر الحبّ صوت الحنين حنوت عليه كطفل صغير/ وكنست عنه غبار السنين مسحت الغبار وأنت مسحت / بقايا لذكرى الا تذكرين؟« ويصف فيها ماسحة ذكراه بزيتونة خضراء بصدره نبتت وتفرعت على مرّ السنين فيقول: »فما أنت إلاّ زياتين خضرٌ بصدري وروحي هنا تنبتين تفرّعُ أغصانك الفارعة بمرّ الزّمان هنا تكبرين« فشتّان ما بين زيت يفيء / وورد يموت ولو بعد حين كما فيها مناجاة وشوق لحبّ دفين. أما القصيدة الذي افتتح بها الديوان والتي كانت رائعة هي الأخرى جاءت بعنون »رثائية لميتين« وفيها يرثي نفسه ووالدته إذ يعتبر نفسه قد مات بموت أمّه الذي أثر فيه كثيرا فبكاها بكاء يعقوب ليوسف فيقول : »يقولون إنّي سأعمى بُكَا وإنّي عمٍ قبْل بدْء العمى وإنّي هرمت فأين الشباب؟ وإنّي قد متُّ قبْل الرّدى« ويصف موت أمه وصفا جميلا فيقول: »فأمّي ذوى ورد أيامّها / وصار عبيرا وبعض الشّذي« ويصف حاله الذي أصبح عليه والذي يبعث على الشفقة، حتى الجلاميد الصّماد بكته فيقول: »شكا حال قلبي هديل الحمام فأردف دمعا عليه النّدى وأصْغتْ إليّ الجلاميد حتّى بكت عن عيوني جلاميد صمّا بصدري شهيق عميق عميق وأما الزفير فيعلو السّما« أما باقي القصائد فقد جاء فيها وصف جميل للغاية آية في الرّوعة كالصدفة التي لاقته بنجمة المؤتمر أو »القصيدة الثائرة« التي يحثّ أنثاه فيها على الثورة الى أن نصل الى آخر العنقود الحلو المذاق بعنوان »الى أنثى« فيقول: »رنين الكلام على شفتيك / ترانيم عود يناجي ربابا وإنّ زفيرك عطرٌ يحيط / بأركان روحي لأفنى عذابا إذا ما تبسّمْتِ هلّ الربيعُ / بأنجم زهر كسون الهضابا وعانق ضوء الشموس البوادي / فماجت حياة وزادت شبابا وإن أنت سرتِ برفق بدوتِ / سفينة مجْد تشق العبابا أسّرت الجلوس سحرت النفوس / أدرت الرؤوس قطعت الرّقابا.