»مسرحية هزلية بإخراج ضعيف« هكذا علّق الأخ سامي الطاهري الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي على حلقة أمس من سلسلة اللقاءات مع أعضاء الحكومة والتي بثتها قناة »7« ليلة الثلاثاء 21 سبتمبر وذلك قبل أن يتناول ثلاث قضايا جوهرية تشغل النقابة العامة ومن ورائها رجال التعليم.وتتعلّق القضايا الثلاث ب: الإجراءات الجديدة هذه الإجراءات الجديدة في عمومها، قال عنها الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي إنّها لا تحوز على وفاق إذ تمّ اتخاذها من جانب واحد دون تشريك النقابة، حيث جاءت بشكل إرتجالي ومتسّمة بالتعتيم والغموض فلم يتمّ تفكيك شفرات بعض جوانبها إلاّ ليلة الاربعاء أي بعد ستة أيّام بعد العودة المدرسية!!وأضاف الأخ سامي الطّاهري أنّ هذه الإجراءات قد اتسمت أيضا بالتضارب والتناقض فكانت الصحافة الوطنية شماعة موصوفة دائما بنشر الأخبار الزائفة. وبيّن في السياق ذاته، أنّ هذه الإجراءات قد تعلّقت بجوانب شكلية من الشأن التربوي دون أن تمسّ من قريب أو بعيد، ضرورة مراجعة منظومة مترهلة وصلت حدّ التدني في الترتيب العالمي.ولئن أقرّ الأخ سامي الطّاهري بتراجع الوزارة عن بعض الإجراءات في آخر الأمر، إلاّ أنّه قد أوضح في المقابل بأنّ تحيّة العلم ليست قضيّة »جدالية« تمسّ من وطنية الأساتذة رغم تبريرات الوزارة الواهية حول تغيير شكل تحيّة العلم مثل تدعيم الحسّ الوطني...وحول تغيير شكل تحيّة العلم، بين الكاتب العام للنقابة العامة، أنّه لا يمكن أن يكون منطلقا موضوعيا لإصلاح تربوي جوهري. خاصة وانّ هذا الشكل الجديد، بات يمثّل عبءًا ماديا ورمزيا على المؤسسات التربوية التي أصبح عددها يفوق 1470، حيث نُقل الشكل الجديد لتحيّة العلم (والمتضمّن ل 13 كلمة يتمّ ترديدها في 13 ثانية) إلى قاعة الدروس، فضلا على أنّ هذا الشكل الجديد لا يمكن أن يحترم هيبة العلم ولا قداسة النشيد الوطني.وفيما يتعلّق بإلغاء باكالوريا رياضة قال الأخ سامي الطاهري أنّ النقابة العامة قد فوجئت أيضا بهذا الإجراء الثاني وخاصّة ما تضمنه من تعلاّت واهية تعلّقت بما يسمّى »بالدخلة« التي تعتبر ظاهرة محدّدة في بعض المعاهد والتي تتمّ أيضا بتحريض من الإدارة أمّا التعلّة الثانية والمرتبطة بتحسين معدّل التلاميذ، فقد وصفها الكاتب العام باللاعقلانية، حيث أنّ إلغاء هذه المادة والذي سيربح الوزارة حسب زعمها كلفة تقدّر بثلاثة مليارات، لا يهدف في حقيقة الأمر سوى إلى تهميش مادة التربية البدنية.وحول إلغاء الأسبوع المغلق الذي يمثّل 66 يوما مهدورًا، تساءل الأخ سامي الطّاهري، لماذا اقتصر هذا الإجراء على المرحلة الثانية من التعليم في حين أنّ هناك مئات المؤسسات التربوية التي تتوفّر على المرحلتين؟العودة المدرسيةوفيما يتعلّق بالعودة المدرسية، فقد وصفها الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي بغير الموفقة، حيث لم يلتحق إلى حدّ الآن آلاف التلاميذ بقاعات الدرس اضافة إلى عدم تعيين الأساتذة وتحديد عدد الزائدين على النصاب فضلا عن تواصل أشغال البناء والترميم والإصلاح في عدد من المؤسسات وخاصّة بمعهد »الامتياز« بسيدي حسين السيجومي الذي لم تنطلق فيه الأشغال إلاّ بداية من يوم 26 جويلية!!وفي السياق نفسه، تعرّض الأخ سامي الطاهري إلى المناخ العام داخل المؤسسة التربوية وإلى تدني ظروف العمل، مذكّرًا بالإضراب الجهوي في ولاية زغوان والذي شنّه رجال التعليم على خلفية الطرد التعسفي لأربعة أساتذة معاونين فضلا عن الوضع غير الطبيعي الذي تعيشه المؤسسات التربوية في ولاية الكاف، حيث تقوم الإدارة الجهوية بالنقل التعسفية للأساتذة تحت تعلّة الضرورة البيداغوجية وبضرب للحق النقابي.المطالب ومقرّرات الهيئة الإداريةتحت هذا العنوان، أكّد الأخ سامي الطاهري أنّه لا وجود لحوار ولا تفاوض مع وزارة التربية، موضّحا أنّه لم تتمّ إلى حدّ الآن إلاّ بعض جلسات »الإستماع« النادرة إثر مراسلات الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل وأعضاء المركزية النقابية.وفي تعليقه على الجوانب الشكلية لهذه الجلسات ونتائجها قال الأخ سامي الطاهري أنّ الوفد الوزاري عادة ما يأتي إلى هذه الجلسات وهو ممزّق بين ثلاث صيغ: عدم صلاحيته في اتخاذ القرار ضرورة درس المطالب ورفعها مفاجأته بهذه المطالب!!وهو ما يؤكد تهرّب الوزارة من معالجة مطالب رجال التعليم والإستجابة إلى حقوقهم المشروعة والمتعلقة بالمنح الخصوصية ومنح الاصلاح ومنحة المشقة والتقاعد، فضلا عن حق المعلّمين الأول في مادة التربية البدنية في الترقية والتي تؤكدها الاتفاقية المبرمة منذ سنة 2005 والتي لا تزال وزارة الرياضة والتربية البدنية ترفض الخوض فيها إلى حدّ الآن.واعتبارًا لليد »الإفتراضية« الممتدّة من وزارة التربية للحوار أكّد الأخ سامي الطاهري الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي قرار القطاع القاضي بالدخول في اضراب يوم 27 أكتوبر 2010 مع عقد هيئة ادارية في غضون شهر نوفمبر لتقويم نتائج الإضراب والمفاوضات »إن وجدت أو جرت خلال المدّة القادمة«.في خاتمة لقائه برجال الإعلام والصحافة، تعرّض الأخ سامي الطاهري إلى وضعية الأساتذة المعوّضين والمتراوح عددهم سنويا ما بين 350 و500 أستاذ حيث لا تتعدّى رواتبهم 400 دينار شهريا رغم أنّهم يشتغلون في مراكز عمل قارة.وقد وصف الأخ سامي الطاهري هذه الظروف بأسوإ أشكال الانتداب وباستمرار اهانة رجال التعليم، خاصّة بعد أن تمّ التخلّي عن انتداب الأساتذة المعاونين من صنف »أ«.j هوامش:j في سياق حديثه عن العمق العربي والقومي في نضالات النقابة العامة للتعليم الثانوي والتي تختزل جملة من المبادئ والقيم الإنسانية لشريحة هامة من النخبة التونسية، ذكر الأخ سامي الطاهري بتدريس أغنية المطرب »المتصهين« انريكو ماسياس لحنا وقصيدة في مادة الفرنسية، فضلا عن تخصيص فلسطين بلون مميّز في خارطة الوطن العربي في كتاب التاريخ للسنة الثالثة.j تمّ طعن أحد الأساتذة بآلة حادة بأحد معاهد ولاية الڤصرين صباح الاربعاء 22 سبتمبر.