بمساندة مطلقة من الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل وبروح نضالية مسؤولة من النقابة العامة للتعليم الثانوي وتحت كمّ هائل من برقيات المساندة والتضامن من كافة التشكيلات النقابية القطاعية والجهوية بالاتحاد العام، نفذ الاربعاء 27 أكتوبر 2010 اساتذة الثانوي ومدرسو التربية البدنيّة بكافة معاهد الجمهورية إضرابا عن العمل احتجاجا على عدم استجابة الوزارة الى مطالبهم المهنية وانتهاجها لسياسة التهميش وغلق ابواب الحوار وإرباك نضالات القطاع وهياكله النقابية. وبرزت معالم هذا الاضراب بشكل لافت في الحشد العام للاساتذة المضربين بتونس الكبرى الذي شهدته ساحة محمد علي بتونس انطلاقا من منتصف يوم الاربعاء الماضي. ففي ظلّ شعارات مؤكدة على مطالب القطاع وحقوقه كانت للأخ سامي الطاهري الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثاني مصافحة مع المضربين حيث أعلن أن الاضراب ينفذ بكل معاهد الجمهورية بنسبة نجاح تجاوزت ال 85٪ وأوضح ان الاضراب جاء ردا نضاليا على ممارسات الوزارة وتحديا لكل مغالطاتها الرامية الى تشويه نضالات الاساتذة وهياكلهم النقابية، وقال أن نضالات القطاع ستبقى قائمة رغم ما تأتيه وزارة الاشراف من سياسات إرتجالية وفوضوية من شأنها إرباك الاسرة التربوية. وأكد أن الاساتذة سيتصدون للسياسات التخريبية لمكاسبهم وحقوقهم وسيقفون في وجه فوضى الوزارة وارتجالها ومراجعة كل الاجراءات الاحادية الجانب والتي عمدت فيها الوزارة الى تغييب الطرف النقابي وهو الطرف الاجتماعي الاكثر إلتصاقا بالعملية التربوية وضمن السياق ذاته ندد الكاتب العام للنقابة العامة بممارسات بعض المنظمات مثل منظمة التربية والاسرة والشبيبة المدرسية لتدخلهما في الشأن النقابي، وقال سنناضل لاجتثاب مثل هذه المنظمات من المؤسسة التربوية. ثم عاد الاخ سامي الطاهري للتذكير بمطالب الاساتذة مبرزا أوجه الاختلاف مع وزارة التربية والتكوين، وأكد ان القطاع لن يتنازل عن مطالبه المشروعة وأن النقابة العامة ستظل على العهد وفية للخط النضالي الذي سارت عليه حاملة هموم الاساتذة ومشاغلهم. وانتهى الاخ سامي الطاهري الى تقديم تحية الى الهيئة الادارية الوطنية وكل الهياكل النقابية القطاعية والجهوية التي بعثت بمساندتها للقطاع كما حيّى وسائل الاعلام الحرّة والنزيهة التي عملت على كشف بعض مغالطات الوزارة وشدد في هذا السياق على حق الاتحاد العام التونسي للشغل في المشاركة في الحياة العامة باعتباره طرفا رئيسيا في البلاد وله من الحقوق على هذه البلاد ما يخوّل له المشاركة في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وانتهى الاخ سامي الطاهري بتقديم تحية إكبار للمقاومة العربية في فلسطين والعراق، ودعا الى مساندة الحراك التضامني الدولي لكسر الحصار على غزّة.