ضمن الدورة الثالثة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية، ضمن هذه الايام التي صاحبتها برودة طارئة في الطقس في الأخيلة كانت للمشاهد فرصة استثنائية لمتابعة بعض الافلام القادمة من وراء البحار من المحيط الاطلسي من خليج المكسيك من بلد القبعات السوداء والمعاطف الزهرية من بلد بات مزوّدا مهما للسينما الهليودية بالمخرجين والممثلين انه المكسيك وانها السينما المكسيكية التي تابعها المشاهد التونسي في فرصة نادرة وحقيقية ليطل على ابداعات واجتهادات وانماط حياة مختلفة فقد كان للمتابعين لهذه الدورة من الايام امكانية مشاهدة فيلم عظيم للمخرج »ألخندرُ قونزالس« يحمل عنوان »أموراس بيروس« في دبلجة للفرنسية كان فيلما من فئة الافلام العالمية التي تخرج بك من السياق الأبله لأفلام كثيرة لتدخل بك في أغوار الروح الانسانية المحاطة ببشريتها وحيوانياتها. فالفيلم قد استعرض حالات كلبية (نسبة للكلاب) ولكن برؤية فنية فريدة بل متفردة، حالات منفصلة ومترابطة في آن بحكم مصائرها تدخل الحيوان / الكلاب بكل أنواعه وفصائله وظروفه الاجتماعية، نعم ظروف الكلاب الاجتماعية التي تحكم وجودهم على الارض: بين حيوان / كلب لدى عائلة متوسطة أو فقيرة، أو معدمة، وحيوان لدى نخبة الناس من الاثرياء أو المشهورين أو كلب يكون مصيره الرهان على رأسه في حلبات العراك القاتل... لن أتحدث عن شخوص فيلم »أموراس بيروس« البشرية لأنها لم تكن الا وسائل المخرج في تصوير حياة الكلاب، لم تكن الذوات البشرية الا حوافا لفيلم كلبي بامتياز وما الكلاب الا نحن في أحد السيناريوهات الواقعية... نحن المشردون والجائعون والمغتصبة أرزاقنا وحقوقنا... نحن الكلاب او البشر في فيلم قادم او في حياة ضمن واجهة اخرى او وجهة اخرى للنظر وللمشاهدة. كما تابع جمهور ايام قرطاج السينمائية فيلم مكسيكي اخر عنوانه »رقص« ومداره الرقص الذي يسكن أرواح شعوب امريكا اللاتينية ليكون جزءا من الثقافة واليومي وجزءا من الحب والحقيقة المنشودة وافلام عديدة اخرى مكسيكية كانت لقطة ضوء ودفء هذه الايام الباردة.