في إطار تجسيم مبادئ الاتحاد العام التونسي للشغل الداعمة للقضايا القومية في فلسطين والعراق ولبنان ومساهمته في كسر الحصار المضروب على أهلنا في غزة، نظم الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس تظاهرة إعلامية على إثر عودة الإخوة النقابيين الذين تحولوا الى غزّة عن طريق قافلة شريان الحياة 5 و ذلك يوم الاحد 31 اكتوبر 2010 وقد اتصلت الشعب بالأخوين محمد عباس عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وسمير إدريس نقابي بقطاع التعليم الثانوي. وقد أفادنا الأخوان مشكورين بالإعلان التالي: لقد شارك في قافلة »شريان الحياة 5« أربعة عشر تونسيا من بينهم 6 نقابيين من جهة صفاقس وهم محمد عباس عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، وسام المهذبي عضو فرع جامعي لقطاع النسيج، الطيب البحري كاتب عام فرع جامعي للبناء، عادل الزواغي كاتب عام فرع جامعي للصحة بصفاقس، العيدي القديم عضو نقابة أساسية بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة صفاقس وسمير إدريس نقابي بقطاع التعليم الثانوي. انطلقت القافلة يوم السبت 2 اكتوبر 2010 من تونس لتصل يوم 3 اكتوبر 2010 للاذقية حيث مكثنا بها 3 أسابيع في انتظار ان يتجمع كل المشاركين الذين كان عددهم 350 جاؤوا من دول مختلفة أغلبهم واكثرهم نشاطا وفاعلية من العرب وهم 14 من تونس، 124 من الجزائر، 7 من المغرب، 7 من موريطانيا، 70 من الاردن، 20 من البحرين والكويت، 5 من لبنان، 10 من سوريا، 5 من اليمن. وكانت المحطة الثانية بمدينة العريش التي وصلناها مساء الاربعاء 19 اكتوبر 2010 بمعية 167 عربة سيارات إسعاف وشاحنات وقد تحول 30 مشاركا الى العريش على متن باخرة ومن بينهم الأخ سمير إدريس. لقد لقينا معاملات طيبة من قبل الإخوة المصريين واحتراما كبيرا من قبل رجال الأمن كذلك، اما يوم الجمعة فقد كنا على موعد مع أهالي مدينة رفح الذين استقبلونا استقبالا جماهيريا رائعا بحفاوة عربية، يومها عقدنا ندوة صحفية عبر فيها المشاركون عن اعتزازهم ونخوتهم بهذا الحدث العظيم وبهذا اللقاء التاريخي مع أهالي مدينة رفح الابية ومباشرة، تحقق ما لم يكن أحد يصدقه في يوم من الايام الا وهو دخولنا الى مدينة غزة رمز العزّة والكرامة وقد امتزجت الشعارات بالبكاء والهتاف بحياة فلسطين والأمة العربية من المحيط الى الخليج والاعتزاز برفع راية الإسلام في مدينة لم يطأها الكثير من العرب والتونسيين منذ سنة 1948. كما كانت فرصة اللقاء بأهالينا في هذه الارض الزكية بدماء الشهداء لتبليغ تحيات شعبنا التونسي الى كل الغزاويين والى كل عائلات الشهداء فردا فردا كما بلغناهم تحيات عائلات الشهداء التونسيين الذين سقطوا دفاعا عن القدسوفلسطين وقد لاحظنا وجود الأعلام التونسية وأعلام الاتحاد العام التونسي للشغل في أيدي الكهول والشيوخ والاطفال، هذه المنظمة التي كان لزعيمها النقابي والوطني فرحات حشاد دور كبير في الدفاع عن فلسطين والوقوف الى جانبها منذ سنة 1948. ثم تطرق الاخوان محمد عباس وسمير إدريس الى الاهداف التي من أجلها شاركوا في قافلة »شريان الحياة 5« فأكدا ان الهدف الاول هو الإنخراط في عملية كسر الحصار مع أحرار العالم الذين أبوا الا أن يقفوا ضد الجبروت والاستبداد بأهلنا في غزة الأبية وكذلك المشاركة في أعراس الصمود. كما تأتي مشاركتنا في إطار دور المغرب العربي الذي اضطلع منذ اليوم الاول من احتلال فلسطين بمهمة الدفاع عن حريتها وارضها العزيزة أسوة بالبطل العبري المسلم الناصر صلاح الدين الأيوبي، ولا نغالي اذا قلنا بأن هذه القافلة »قافلة شريان الحياة 5« هي نوعية حيث أنها الوحيدة التي وطأت أرض الكرامة غزة في وضح النهار. كما أضاف الاخوان بان هذه الزيارة الى غزة رمز العزّة علمتهما الإيمان وكيف ان الإيمان يصنع المستحيل كيف لا وقد رأينا بالعين المجردة كيف يقاتل ويواجه الغزاوي المحتل وجها لوجه دون ان يكون محميا بسور أو جبل وغيره. كما وقفنا عند عزيمة الفلسطينيين وكيف يتحدون الصعاب كل يوم، وكيف اكتسبوا بمرور الزمن ثقافة البديل فبعد أن هدم الصهيوني الأرض وخرب البيوت والمساجد والمعاهد وأتلف الشجر لم يبق الغزاويون مكتوفي الأيدي بل صنعوا المستحيل بتحويل الدمار والخراب الى بناءات ومعامل ومصانع وأوجدوا 1200 نفقا لتسريب الإسمنت والحديد وبضائع أخرى وبذلك تحدوا الجدار والحصار. كما حقق الإخوة الغزاويون برنامجا زراعيا على امتداد 100 كلم2 في مدينة خان يونس قرب الشاطئ فأنتجوا النخل والزيتون والقوارص والخضراوات، للّه درهم كيف لا يعرفون اليأس وكم حباهم اللّه بنعمة الإيمان التي تحدوا بها الصعاب. ومما بقي في صدورنا وأثلجها ونزل على قلوبنا بردا وسلاما أننا صلينا صلاة الجمعة بمسجد الشاطئ الكبير قرب بيت إسماعيل هنية وهو الإمام الخطيب وقد شرفنا هذا جيدا وخاصة حينما تطرق في خطبته الى الحديث عن قافلة شريان الحياة وأثنى على المشاركين فيها واعدا وملتزما مرة أخرى بأنه لا خيار الا خيار المقاومة الصامدة ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم مع العلم ان كل اعضاء الحكومة المقالة يؤمّون المصلين يوم الجمعة ويبقون داخل المساجد الى ما بعد صلاة العصر لتدارس الوضع الاجتماعي والسياسي في المدينة وقد لمسنا كيف أن القيادة تعيش جنبا الى جنب مع الشعب في أبهى صورة تواضع لا مثيل لها. كما أقام لنا الاخ إسماعيل هنية حفل تكريم وأخذنا اعضاء المجلس التشريعي الى مواقع تماس وشاهدنا على سبيل المثال ما وقع من عدوان على 45 جامعا استهدفت بالكامل و55 جامعا استهدفت مآذنها وقد اختتمت زيارتنا بحضور المؤتر الدولي للأسرى مع عديد الشخصيات وقد سلمنا شهائد تقدير من قبل الأخ إسماعيل هنية مع الوعد بالجنسية الفلسطينية لكل المشاركين في الوفد.