السرقة آفة قد وجدت منذ سالف العصور ولا يخلو مجتمعنا منها... فهي ظاهرة تنتشر في المجتمعات المتحضرة المتقدمة اقتصاديا كما في المجتمعات الفقيرة المتخلفة... تتنوع السرقات حسب المستوى الثقافي، حسب ما أثبته الخبراء في عالم الجريمة وعلم الاجتماع بصوة عامة... فالسرقات في المجتمعات الفقيرة المتخلفة ثقافيا واقتصاديا تتمثل في سرقة دجاجة أو خطف سلسلة ذهبية من رقبة امرأة إلى سطو على دراجة عادية أو نارية. أما السرقات في المجتمعات المتقدمة اقتصاديا فتتمثّل في سرقة الملايين من البنوك والمصارف، كما نلاحظ أن هذه السرقات ترتكب عادة من قبل عصابات منظمة ومنتشرة في الأحياء الراقيّة، كل فرد منها يعرف مسؤوليته واختصاصه وهي عصابات أعضاؤها مكوّنون عادة تكوينا عاليا... ابتداء من المختصّ في الكهرباء والميكانيك والالكترونيك إلى المختص في الاتصالات والحواسيب الخ.... ومع تطوّر التكنولوجيات الاتصالية خاصة وتنوع الثقافات وتلاشي الحدود الجمركيّة بدأنا نلحظ في تونس جرائم نادرا ما أن تحدث. بدأنا نرى ونقرأ ونسمع عن حوادث خطف أطفال في وضح النهار. المنازل تُقتحم بطرق عديدة: بدعوى إصلاح التيار الكهربائي أو عدم دفع الفاتورة أو قطع الكهرباء والهاتف القار أو بالسؤال عن إنسان وهمي أو عن جار تعرفوا على اسمه بطرق شيطانيّة، أو اعتراض السيارات (براكاجات) ثمّ الاعتداء على السائق والركاب وقد سمعنا أخيرا أنّ جماعة من الرعاع أجبروا المترو الخفيف على التوقف والاعتداء على الركاب... أما جرائم سرقة الدراجات العادية وخاصة النارية منها فحدّث ولا حرج... فالسرقات طالت كل الجهات منها ولاية المنستير وبالخصوص معتمديات ، لمطة، بوحجر، قصر هلال والمكنين... فلم يمر يوم دون أن يفقد أحد المواطنين المالكين نوعًا من وسائل النقل التي يمتلكها.... فأنا شخصيا تعرضت إلى سرقة ثلاث دراجات نارية في ظرف سنتين وكان ذلك في وضح النهار وأمام العامة رغم غلقها ووضعها في مكان آمن حسب اعتقادي... لكن لا ينفع الحذر مع أهل الشرّ... وكل من التاع بهذا الأذى الكبير، احتار وفقد الأمل خاصة وأننا إذا اتصلنا بالأمن أجابونا بأن نفتش بأنفسنا ونخبرهم في صورة إيجاد المسروق... مثل من يترقب أباه الذي دفنه بيديه منذ سنوات... والمطلوب من رجال الأمن المعروفين حسب رأينا بحرصهم على أمان المواطن أن يكثفوا المراقبة ويحرصوا على اليقظة الدائمة حتى يقللوا من هذه السرقات التي تضرر منها المواطن البسيط ومتوسّط الحال ولم لا قطع دابر هؤلاء المجرمين وذلك بتسليط أقصى العقوبات من قبل القضاء في صورة القبض عليهم... الأمل وطيد في رجال الأمن والقضاء...