شيّعت الأسرة النقابية احد رموزها المرحوم مصطفى التوايتي البلطي الذي وافاه الأجل المحتوم يوم 24 ديسمبر 2010 عن سن تناهز 80 سنة، ويعتبر المرحوم الاب الروحي لقطاع عملة التعليم العالي والبحث العلمي باعتباره تحمل مسؤولية القطاع لاكثر من 30 سنة دون اعتبار نشاطه النقابي السابق منذ الخمسينات من القرن الماضي. وإذ كان الموت قد غيب ودون استئذان العزيز علينا النقابي المناضل مصطفى التواتي البلطي الكاتب العام السابق للنقابة العامة لعملة التعليم العالي والبحث العلمي، لكن ما لا يمكن للموت ان يغيبه عنا ولن يستطيع الى ذلك سبيلا هي نضالاته ومواقفه وبصماته وسيرته. فيوم كنا نودعه الوداع الاخير ونواريه التراب بمقبة الجلاز كان البعض منا في حلقة تجاذب اطراف سيرته وشخصيته وعشرته، كل منا يستيعد له ذكرى من البلطي أو محطة جمعته به أو، أو أو... وما لاح بيننا اختلاف حول طيبة عشرته وأخلاقه وشخصيته الميالة دوما إلى النقد والصراحة، والغيورة على القيم النبيلة والعدل والمساواة، حيث كان دائم الحلم بالأفضل والاحسن والاجمل، حتى انه كان لا يتوانى اثناء الاجتماعات والمؤتمرات في إيجاد تقاطعات للفذلكة وكان شديد الحرص والجدية في طرح المطالب المهنية، وكم كان شديد التمسك بالحق النقابي وفرضه بالمؤسسات التعليمية والجامعية في ظروف عمل لائقة وكان لا يقبل بالحط من شأن أي عامل أو المس من كرامته، فسيرة ونضالات مصطفى البلطي ستظلّ مثالاً يحتذى به في كل المواقع التي تُوجَدُ بها نقابات، ومن عاشر محطة نضاله فمن حقه ان يحزن لفقدان المرحوم الذي عاش حياته مناضلا على الحق النقابي وكرامة الشغالين. رحم الله الفقيد وأنا لله وإنا اليه راجعون.