الصحفي الفاهم بوكدوس المحكوم عليه بأربع سنوات سجنا والحقوقي حسن بن عبد الله تمّ إطلاق سراحهما يوم 19 جانفي الجاري وكان هذان المناضلان قد سُجنا السنة الفارطة بعد أن قدّما اعتراضا على الحكم الصادر ضدّهما بسبب تغطية الأول الاعلامية لانتفاضة الحوض المنجمي والثاني لأنّه شارك في تحرّكات هذه الانتفاضة المطالبة بحق الشغل وبكرامة الشعب التونسية. وبُعيد اطلاق سراحهما اتصلت بهما جريدة »الشعب« وقدّما لنا التصريحين التاليين: الصحفي الفاهم بوكدوس: تجربة السجن والانتفاضة والحكومة المؤقتة بالنسبة اليّ لم تمثّل عملية القبض عليّ وسجني مفاجأة باعتبار ارتباط حياتي بالنضال والتغيير الديمقراطي والتعذيب وقضايا الثورة سواء في الجامعة او في ميدان الاعلام والصحافة مع كل الأحرار الذين يناضلون من أجل انعتاق الطبقة العاملة والانسانية جمعاء، ولقد مثّلت الانتفاضة الأخيرة رغم تفاجؤي بسرعتها احدى نتائج المراكمات الكثيرة التي تمثّل معاناة الشعب التونسي من فقر وتهميش وبطالة واستبداد وضرب للحريات حتى ان عملية اطلاق سراحي اليوم لا تمثّل شيئا امام قوة هذه الانتفاضة وبسالة المشاركين فيها وصدقية مطالبهم وأنا بالتأكيد اقف في صفهم وأنحني امام الشهداء الذين قدّموا حياتهم من اجل انعتاق الشعب التونسي. لقد اطاح الشعب بالدكتاتور الطاغية و ابعد عن نفسه عقبة كانت تعرقل تطوره ولكن ومن اجل تأمين هذه المكتسبات ارى انه من الواجب حلّ الحكومة التي سمعت انها تشكلت بالاشتراك والتوافق مع الحزب الحاكم باعتبارها لا تمثل الشعب التونسي بقدر ما تمثّل التفافا على مطالبه ومطالب ثورته .فالحزب الحاكم كان ولايزال يفرّخ الفساد وهو بالتأكيد يفكّر الآن و بجدّية في كيفية الرجوع الى الوراء واعادة مسك زمام الأمور وبالتالي فعلى القوى الديمقراطية المناضلة قطع الطريق امام الاستبداد. ان مرحلة الانتقال الديمقراطي هي بالتأكيد مرحلة صعبة ومحفوفة بالمخاطر وتتربّص بها قوى رجعية من نظم عربية ترفض الانتفاضة التونسية وقوى امبريالية تمقت التغيير الديمقراطي الشعبي لذلك وجب المحافظة على الانتفاضة و تنميتها وكذلك الحفاظ على الاحتجاجات في الشوارع ونبذ التقييمات الخاطئة التي من شأنها سرقة هذه الثورة وتجاهل دم الشهداء.