في لحظة تدخل أعوان الداخليّة في القصبة ضد ثوار بوزيد والرقاب والقصرين وتعنيفهم بشكل تجمعي واضح ومكشوف، نسأل أين كان الأخوة وزراء التعليم العالي والخارجية وتنمية القصرين وبوزيد وتالة؟ هل كانوا في شرفة المكاتب الوثيرة يتفرجون على عنف الجماهير المسلط على البوب أم كانوا يكتبون بيانهم الانتخابي لرئاسيات سابقة لاوانها؟ 2 الذين تلقوا الاوامر بالهجوم على مقرات الاتحاد العام التونسي للشغل في الكاف وقفصة والمنستير وغيرها من المدن، من أين قبضوا أجرتهم وحسابات حزب الدستور البنكية مجمّدة وقياداته هاربة أو متخفية أم أنهم قدموا خدماتهم وبقوا في انتظار الخلاص الى الان؟ لماذا لا ينظمون انفسهم في نقابة او يؤسسوا حزبا سياسيا يدافع عن مصالحهم ويقدموا مرشحا للرئاسية القادمة باسم الميليشيا التقدمية المناهضة للديمقراطية. 3 سمعنا كثيرا من اللغو والارقام الخيالية عن الاموال الرئاسية وأموال الطرابلسية والماطرية والقروض والتسهيلات البنكية والعقود والاراضي المسلوبة من أصحابها... طبعا هذه نقطة في البحر ومازال الكثير لم يكشف، لكننا لم نسمع شيئا عن مدير أو مدير عام لمؤسسة بنكية تم إيقافه بتهمة تسهيل السرقة او التغطية على عصابات النهب في حين أن جل البنوك التونسية دون استثناء تلاعبت مع الطاغية وزبانيته وفتحت لهم الحسابات المكشوفة سرّا ودفعت لهم ولأقاربهم أموال الدنيا في أطباق من الذهب الخالص، فكانت الهدايا الشخصية تصل الى القصور في السيارات الإدارية وكان غلمان القصور التي شرّدتنا يتسابقون إلى قمرت وقرطاج بهدايا البذخ البذيء والساقط لعلّ عزيز قرطاج يرضى فترضى الملكة وتدوم السعادة للرئيس المديرالعام ويطول بقاؤه على ظهور العمال الكادحين... 4 الاخوة الولاّة والمعتمدون في القصرين وتالة وبوزيد وتوزر وقفصة أشرفوا طيلة شهر ديسمبر وجانفي على حملات القتل والترويع والمراقبة التي طالت أهلنا هناك بما أن الامن تحت امرتهم وكانوا يتحملون مسؤولياتهم »بكل اعتزاز« دفاعا عن الجمهورية من »الاوغاد« و»الشرذمة الضالة« التي تريد الاطاحة بالقيادة الرشيدة... ومنذ أيام رأيناهم يواصلون مهامهم هناك حيث مارسوا القتل والذبح والتنكيل بأبناء الشعب الاعزل بل إنهم أشرفوا على توزيع التعويضات المالية لأهالي الضحايا والشهداء وكانت دموع الثكالى تعرّي عوراتهم... فكيف يمكن للجلاد ان يعوّض الضحية؟ صحيح أن ثورة تونس وحيدة من نوعها...