»إنّ الشرارة الأولى التي أُخمدت أنفاسها وطُمرت بالمنستير أجّج وميضها أخرى ثانية بسيدي بوزيد أشعلت الحريق الذي أنار الطريق فلا استثناء لأيّ شهيد«. يوم الاربعاء 3 مارس 2010 وعلى الساعة التاسعة والنصف صباحا شهد مقرّ بلدية المنستير أقدم أحد الشبّان أصيل مدينة المنستير المرحوم عبد السلام تريمش على سكب مادة البنزين على جسمه واحراق نفسه احتجاجًا على ما عاناه من ظلم وقهر حيث عمدت شرطة البلدية إلى حجز البضاعة من عربته المحمولة بعد مضايقات دائمة رغم المطالب التي تقدّم بها لتمكّنه السّلط المحلّية من تعاطي تجارته »صنع البريك« على عربته ومكّنت غيره في أفضل المواقع بالمدينة. ولم يشفع له انتماؤه إلى عائلة مناضلة، عريقة ورياضيّة بما أنّّه شقيق البطلة التونسيّة في رياضة التجديف »ابتسام تريمش« وقد شيّعت جثمانه جماهير غاضبة وغفيرة فاقت تلك التي شيّعت جنازة الزعيم الحبيب بورڤيبة وقد طوّقها عدد رهيب من رجال الأمن والشرطة.