أحرقتُ دون مداك اللّوح والخشبا والصّحبَ خلّفتُهم، والزّيف والكذبا أهفو إليك، فلا تنساك جانحة لكنّ دونك من أيّامنا حقبا فوق العباب ترجّ الريح أشرعتي وفي الدّروب انتعلت الجمر واللّهبا أهدي إليك قفول الطّير من جزر خلف البحار، دعاها الشّوق واجتذبا أنت المحجّات للاحرار في وطني تسعى إليك بأفراس السّرى خببا تُقصي المتاهاتُ عشّاقا لك اقتضبوا سُمْر القنا، وطريق التّيه ما اقتُضبا ويحسب الزّعم أنّ الأفْق منطبق والنّصر في كتب التّاريخ ما كُتبا والوعد أنت بلُقيانا ألا كذبت كلّ الشّعارات إمّآ نظّرت كذبا! إنّ الزلازل لن تلغى مواعدها مهما تناءى غد الأيّام أو قربا وهي العواصف لا تنسى مواسمها وفي المواسم انجاز لما وجبا! والبحر في الدّهر لن يُلغى تموّجهُ وقد يروق جمال البحر إن غضبا يغفو على حلُم حينا، وينجزُهُ إن حتّمته رياح وافت سُحبا كالشّعب يذخر في ااجيال طفرته فيدحض الجدّ أحلام الذي لعبا لكنّ ذا زمن يغتال صادقه خان الصّديق به، وارتدّ، وانقلبا أمسى النّفاق به للنّاس مدرسة كلٌّ تعلّم من آياته عجبا يجثو على الغصن حينا ثمّ يقطعه ويستجيب لباغ بالّذي رغبا ويسمُق الصدق في وجدان ملتزم يحيا غريبا ولكن فيك ما اغتربا يمشي اليك بخطو ثابت ابدا يحدو الجموع ولا يلهيه من كذبا يحدو الذين أقلّوا النّصر في مُهج عند اشتعال تكون النّار والحطبا تلك الجموعُ من الاحرار في وطني قد أمهرتك دماء القلب لا الذّهبا تذرو العروش وتلغي كلّ مهزلة في زحفها يرجع التاريخ ما ذهبا لا برقعُ الزّيف يخفي وجه خادعها من يحتسي خمرة إذ يدّعي عنبا! غيرالجماهير لا آمال تطلبها كلّ الشّعوب، ولن تلقى لها طلبا فهي الوحيدة إن قالت أصاخ لها سمْع الزّمان وإن أملت له كتبا بنت الأماني، حباك الشّعب مبتهجا ماء الحياة، ولم يبخل عليك حبا يادوحة رفعت للأفق أفرعها والاصل منها بأرض العُرب قد ضربا نازعت فيك هوى العشّاق فاشتعلت عندي الشّجون وشبّ الشّوق واضطرنا منك الشّجا ولهٌ في كلّ أٌنية مازلتُ أشحنها عزفا بما عذُبا يا قمّة بعدت عن كلّ مرتعد يجثو لغاصبه إذ يبتغي أربا لا تُعذريهم فهمْ أصداء غاصبهم مازال فيهم حليف الغدر مُحْتَسَبَا إن كانت الوحدة الكبرى محجّتنا فالبعض منهم بكر يُنكر العربا لكنّ شمسا أطلّت ليس يحجبها سربال طائفة قد باد وانْتُهِبا أمّ الملاحم، يا شمّاء ما خضعت مهما طغى لغطُ الطّغيان وانتحبا فلتسمعيني، فإنّي طائر خُبُرٌ شمتُ السّجوف مع الاطيار مرتقبا أشدو لحوني، بحزن لا يفارقني مازال يُلهمني الأشعار والنُّدُبا كابدت فيه عناء ليس يعرفه إلاّ الذي شرفا من مرّه شربا يمتدّ في وطن ما انفكّ في محن قد مزّقته وحوش فظّة إربا طوّفتُ أرسل في أرجائه بصري في كلّ ناحية ألفيتُه خربا أضحى يساومه الأعداء في حُرُم قد يشربون على إذلالها نُخبا خاب الرّجاء من الأوهام قاطبة واستعذب المرّ من للمرّ قد ركبا من سور حيفا إلى الأهواز قد يبست خضرُ الحقول، وماء الأرض قد نضبا في كلّ عاصمة للمجد مقبرةٌ.. حفّارها أبدا في الحفر ما تعبا يخفون شمسا بنور الحقّ تبهرهم وقد عشتهم فظنّوا النّور قد غربا لكنّ في موئل الثّوار معتصما للصّادقين أعدّ البيض والنّجبا وفي الخنادق مدّ الحرّ قامته حتّى استقامت. وحيّا الشّمس وانتصبا فهو الدّليل إلى غايات أمّتنا من كان يطلبها فلْيُدرك الطّلبا