لا نستطيع اليوم إلا أن نقف إجلالا للثورة 14 جانفي ولن ننكر فضل سيد الشهداء البوعزيزي ولا تحرك أهالينا بسيدي بوزيد بكل أجيالها ومعتمدياتها وقراها وأريافها.. ولن ننسى فضل تالة التي كانت دائما أبية والقصرين البطلة وفريانة العنيدة على الطغاة ولو بقينا نذكر فلن نستطيع حصر تحركات شعبنا البطل في ثورة الصمود ضدّ الطغيان وامبريالية المافيا التي تتمعش من دمائنا وعرقنا التي أتت على كل شيء وأتت على الأخضر واليابس فتحية الى كل شهدائنا والمجد والخلود لثورتنا والخزي والعار لكل الأباطرة وعملائهم . من هنا سادتي بدأت الانتفاضة وانتشرت كالنار في الهشيم الى كل شبر من تراب تونس العزيزة وخرجت في شكلها العفوي الى لونها الثوري ... هب المحامون والحقوقيون والصحافيون والأطباء والمهندسون والأساتذة والمعلمون الفلاحون والصناعيون والتجار والعاملون باليد والساعد كلهم ضموا أصواتهم وتحركاتهم الى الأصوات الأولى التي خرجت من »بطالة« عاطلين عن العمل (أصحاب شهائد ودونها ) وخرج أول شعارشغل حرية كرامة وطنية. طلبة المعاهد غنوا الثورة بتحركاتهم وككل شباب الفايس بوك البطل خرج شباب حيدرة ليقول لا للنظام القمعي الإرهابي ونعم للثورة ... وحدثت مداهمات واعتقالات وسب وشتم وضرب وتعذيب ولم يستطع الجلادون إرهاب الجماهير الطامحة لا الى التشغيل بل الى الحرية ... وتتالت التحركات بسرعة عجيبة أجبرت الدكتاتور على الفرار مخلفا وراءه الدمار ... وأصر الشعب على مواصلة الثورة وغادرت قافلة من خيرة شباب حيدرة الى القصبة واحتجوا كبقية شيب وشباب الثورة ... وعاد الأبطال وبقي الأهالي في حيدرة بين فرحة الانتصار ويأس اللامبالاة ... نعم يا تونس العزيزة نحن أهالي حيدرة المعتمدية الشامخة على الحدود الجزائرية التابعة لولاية القصرين والمحاذية لولاية الكاف ... نحن عانينا كما عانى الشعب التونسي ... ومازلنا نعاني التهميش والتناسي .. ففي زمن النظام البائد لم تكن لنا من زيارات ميدانية إلا لإنعاش خزائن المنتعشين أو التصفيق والتهليل لبرامج لم تكن تظهر علينا إلا من خلال أداة التمعش هالة الركبي بحملاتها الاعلامية الموجهة الكاذبة لدعم مواقف الدكتاتور في الانتخابات الرئاسية وحيدرة أيضا منطقة أثرية : فإن كنا نتحدث عن التنمية بين الجهات فيجب أن نتحدث أيضا عن التفاوت في التنمية بين المعتمديات داخل كل ولاية أيضا ... فحيدرة أثرية كما هي والمعتمديتان تابعتان لولاية القصرين ولكن الفروق بينهما كبيرة كما لم تستفاد تالة من الرخام والأمبريال الذي استفاد منه الآخرون والأمثلة عديدة ومتعددة . فحيدرة المعتمدية لا ادارات بها ... لا فرع بنك ... لا صوناد ... لا ستاق ... لا قباضة ... معتمدية بها مستوصف به سريران فقط وبها إعدادية ولكنها تدرس الباكالوريا ... وان لم أكن كاذبا هي الحالة الوحيدة في الجمهورية يوجد بها ديوان حبوب أسس سنة 1945 ويريدون غلقه أو قل نقله الى جهة لا يعلمها إلا من يريدون ذلك ... بها محطة قطار من عهد الاستعمار لكن قطار الرّاكبين آخر محطة له هي القلعة الخصباء التي تبعد قرابة 15 كلم عن حيدرة ... بينما يضطر المسافرون الى تونس الى تحمل أعباء التنقل شتاء وصيفا في ظروف صعبة الى قطار الواحدة ... وحيدرة هي منطقة فلاحية وجافة الفلاح يحرث ويزرع وينتظر الصابة سنوات دون أي تدخل للدولة وحتى المناطق السقوية لا يستطيع فيها الفلاح ممارسة مهنته نظرا الى الفقر وقلة ذات اليد وما تتطلبه الفلاحة السقوية من مصاريف أما التاجر فحدث ولا حرج ... كل هاته المشاكل أفضت الى واقع أليم بحيدرة المعتمدية وأدت الى انتشار الفقر البطالة دون أي تدخل يذكر لا سابقا ولا لاحقا. واليوم أهالي حيدرة يطالبون هاته الحكومة المؤقتة وخاصة من السيد نجيب الشابي الاهتمام بمشاكلها وبزيارة ميدانية من مسؤول سام ويناشدون الصحافة الحرة لزيارتها ... اليوم أهالي حيدرة يريدون ألوانا سياسية تناشد أصواتهم وإنما يبحثون عمن يستمع الى أناتهم .