هذا هو شعار الثورة التونسية التي امتدت السنة لهيب نيرانها المتصاعدة الى عنان السماء للاطاحة بنظام الطاغية الدكتاتور بن علي واتباعه من الاذناب والعملاء ةالخونة ومن رؤوس الفساد والعبث والمجون والمحسوبية ومن اللصوص والعصابات وكل من استحوذ على أموال الشعب وممتلكاته وثرواته، كان ولابد لهذه الثورة من متابعة وملاحقة ومطاردة هؤلاء المجرمين الفارين من تراب الجمهورية التونسية رجالا ونساء كي تقتص منهم مع تجميد ما في حوزتهم من أموال وثروات وممتلكات نهبوها واستولوا عليها تحت البطش والرعب والخوف والقهر والظلم والاستبداد . مع الحرص والتشديد على ارجاعها الى الشعب التونسي ، ومحاكماتهم محاكمة علانية، على هذه الفضائح والجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب التونسي ، وخيانة الوطن والتاريخ وتخريب المجتمع المدني وتدميره، إذن فأي مبرر أو تعلة؟ نحن نؤكد أن الدعاوي اذا لم تقم عليها البينات فأبناؤها أدعياء، الا يكفي ونحن اليوم ثائرون ولنا من الحجج الأدلة والبراهين القطعية التي لا غبار عليها كي يحاكم هؤلاء الجناة من غير رحمة ولا شفقة على سلوكهم المتدهور وأفعالهم وممارساتهم ومعاملاتهم اللاخلاقية واللاانسانية لهذا الشعب ألم تكن هذه وتلك ابشع وأفظع وأخطر من جرائم الحرب لقد قيدوا الأيدي، وكمّموا الافواه وكبلوا العقول والأفكار. »لو أسمعت لناديت حي ولكن لا حياة لمن تنادي« »كصرخة في واد ونفخة في رماد« لقد كنا تحت وطأة قمع هذا الحصار الذي عشناه لم يجد الشعب التونسي من يرحمه ويسعفه ويأخذ بيده فهو محروم من خيرات بلاده ، نخرت كيانه الأوبئة والأمراض الفتاكة لايجد أبسط مقومات العلاج ومئات الآلاف من المليارات يحتفظ بها هؤلاء ممن كانت لهم قلوب كالحجارة لا ترق ، كان ولا بد من الثورة انتظرنا وانتظرنا طويلا وقالت الثورة اليوم: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق فعلينا أن نثور على نظام ووضع متعفن وملوث ورديء لا يحترم ارادة الشعب وقدرته استمر هذا الوضع المتعفن 23 سنة يمارس النهب والسطو والاستيلاء، وما جمعه من أموال لا حصر لها للميليشيات والعصابات كلها على حساب الشعب التونسي بقمعه والسيطرة عليه. وحتى تطوى هذه الصفحة السوداء من تاريخ تونس، فعلينا اليوم أمانة وواجب مقدس ونحن شعب مدرك وواع ومثقف وفيه من العقول والادمغة والضمائر ما شاء الله .أتمنى وأرجو من صميم فؤادي لبلادي ووطني وشعبي وثورتي النجاح والتوفيق لكل ما ستحققه وتنجزه من أمانٍ وطموحات وتطلعات لأجيالنا وشهدائنا الذين سقطوا في ميدان البطولة والشرف دفاعا وثمنا لحرية الشعب وثورته، وأن نحيا حياة جديدة خالية ممن يفرض نفسه على الشعب وان نقول حذار ممن يتصيدون في الماء العكر. علينا اليوم واجب اليقظة والحذر حتى نتحاشى ونتجنب ونبتعد عن الفوضى والغوغائية والغليان، وحتى تكون عيوننا مفتوحة على كل شاردة وواردة بعدما اتضح وتبين مسارنا واضحا وجليا لا غبار عليه وحتى نسير فيه بهدوء وتعقل ورصانة واطمئنان لاعادة بناء دولة وشعب ووطن مفخرة لاجيالنا القادمة واللاحقة وعلى ممر الزمن ولنتذكر حتى لا ننسى أننا اليوم في مقدمة شعوب العالم وخير دليل واصدق شاهد على ما نقول ونحن قد حرقنا اجسادنا دفاعا وثمنا لمسح العار وحتى تعود لنا حريتنا وكرامتنا بين الأمم والشعوب وكي نكتسب الاحترام والتقدير والتبجيل والفخر والمجد والاعتزاز والشجاعة ، عاشت تونس عاشت الثورة وعاش شعب تونس المتحضر والمتمدن والراقي والمثقف والواعي والمدرك الى الأمام تقدم مرفوع الرأس، ولا مجال بعد اليوم لكل من يلعب بالنار في حق شعب تونس الثائر.