يوم 12 جانفي 2011 كان آخر أيّام السيد زهير السويسي في هذه الحياة الدنيا، إذ لم تكتمل دورة الساعة الخامسة مساء حتّى لفظ أنفاسه في مستشفى المرازقة بعد أن أصابته رصاصة غادرة في العنق حينما كان يقف مراقبا ما يحدث أمام مركز شرطة مدينة الحمّامات، كان في الناحية المقابلة للشارع بين القباضة المالية ومركز الشرطة في موقع لا شَغَبَ فيه. فقط كان بعض الأفراد يراقبون ما يجري... وانطلقت الرصاصة إلى عنقه إلى مجرى الهواء لتقطع عنه الهواء في أيّام كان الجميع خلالها ينشدون الهواء. نقل زهير السويسي إلى المستوصف ثمّ إلى مستشفى المرازقة أين لفظ أنفاسه شهيدًا مخلّفًا لوعة وحسرة وتاركًا للوحدة أرملة وللمجهول ابنين في ريعان العمر (17 سنة و12 سنة)... في لقاء جمعنا بأرملته السيدة فرح بن حمودة أكّدت أنّ حال الدنيا لا يعوّضها زوجها الفقيد وأنّها تطلب المسؤولين عن دمه المراق.. لقد أكّد لي من حضروا الواقعة تقول إنّ من قتل زوجي كانوا أعوانًا بالزي الرسمي لرجال الأمن فلماذا لايحاسبون.. لماذا لا تسير أمور التحقيق بنسق أسرع؟ لماذا اضطرّ إلى التنقل إلى مدينة قرنبالية حيث مقرّ حاكم التحقيق لتسريع الاجراءات... لماذا لا يمسك بالقتلة؟ تتساءل بحسرة هذه السيدة كما تتساءل أيضا عن السبب الذي يجعل وسائل الاعلام تركز فقط على شهداء سيدي بوزيد والقصرين وتتناسى شهداء أبرياء سقطوا في باقي المناطق. تعاود السيدة فرح بعد أن غاب عنها الفرح السؤال بحسرة هذه الثورة ثورة كرامة فأين كرامة زوجة فقدت رفيقًا وزوجًا وحبيبًا وأخا وأين كرامة أبناء فقدوا الأب والصديق.. لقد اغتالت رصاصة حاقدة أحلام عائلة كاملة باغتيال زهير السويسي الذي كان يعمل مشرفًا لقسم الاستقبال في نزل »اللازورد« الجميل فكيف يُعاد إليها الأمل. أملنا في أن تنصفنا العدالة فربّما استطعنا احتمال فراق الشهيد إذا ما حُوكم قاتلوه تقول السيدة فرح من بين الدموع.