لعب لسعد ذياب خلال الثمانينات في صفوف الترجي الرياضي التونسي والتحق بالمنتخب حيث لعب لعدّة سنوات اختار عدم مواصلة المشوار الكروي وانسحب بهدوء من الأوساط الكروية رغم اهتمامه الدائم بالجلد المدوّر وغيرته المعروفة على المنتخب وعلى فريقه الأم. ❊ من لاعبي المنتخب من لم يكن محظوظا بل هناك من يعيش ظروفا اجتماعية صعبة لا تليق بلاعب منتخب فماهو تعليقك؟ أعتقد أن الأمر يتعلق بالتصرف والتعامل مع الواقع لانه لا يمكن لأحد أن ينفي أن لعبة كرة القدم مثلت مورد رزق خاصة في مستوى النخبة. غير أنه من المهمّ الإشارة الى أمرين قد يكونان السبب في أوضاع بعض اللاعبين الأمر الأوّل هو الفريق الأم الذي لعب في صفوفه اللاعب، حيث تنقسم فرق النخبة إلى فرق كبرى لها امكانيات مادية وفرق صغرى امكانيتها متواضعة وبذلك يكون اللاعب المنتمي إلى هذه الاخيرة أقل حظا وهو مايبرز الحالات التي تحدثت عنها وهي موجودة فعلا الأمر الثاني هو أن الجيل الذي انتميت إليه والجيل الذي سبقني لم يكن يبحث عن المقابل المادي بقدر بحثه عن متعة اللعب وعن إمتاع الجمهور وعن الانتصار للفريق. لذلك لم تكن الأرقام التي نسمعها الان موجودة ولم نجن الملايين ولكننا جنينا حب الناس والتقدير والقدرة على تصريف الأمور. وإجمالا إن أوضاع بعض اللاعبين وخاصة من انتموا إلى الفريق الوطني نتاج قلّة مواردهم لسوء التصرف فكما قلت سابقا إن العلاقات التي كوناها واحترام الناس وتقدريهم في ذاته مكسب وقدرة على تصريف الامور عوضنا عن غياب المقابل المالي. ❊ هل تعتبر الجيل الحالي محظوظا مقارنة بجيلك؟ هذا أمر طبيعي فنحن الان في زمن الاحتراف وأصبح أجر اللاعب مرتفع جدا وهو في تزايد حتى أن الجمعيات التي لا تملك المال أصبحت غير قادرة على تعزيز صفوفها بلاعبين ممتازين وأعتبر أن هذه اللحظات هي فرصة الجيل الحالي بناء مستقبله وعليه حسن التصرف لأن كرة القدم لا تدوم طويلا المفارقة الحاصلة هي أن تطور ميزانيات الجمعيات وارتفاع أجر اللاعبين لم يرافقه تحسن في مستوى »الكرة المقدمة« فالحق أن كرة القدم في تراجع من حيث الاداء والمتعة. ❊ ماهي ضمانات اللاعب في جيلك في حالة الاصابة؟ لم تكن هناك أي ضمانات مطلقا بل هناك من عاش بقية حياته يعاني مخلفات إصابة ولم يجْن من لعبة كرة القدم شيئا بل وبعضهم دخل طيّ النسيان. ولحسن الحظ أن اللاعب حاليا قد أصبح أكثر حماية وأوفر حظا وأرجو أن يبذل اللاعب المحترف كل جهده ليكون في مستوى ما يبذل لصالحه. ❊ هل مازلت على اتصال بلاعبي جيلك؟ ليس هناك اتصال دائما ولكن من حين لآخر أتابع أخبار البعض يبقى أن العلاقات الطيبة قائمة الى الآن فاللاعب يُسر بلقاء زميله السابق، وبالنسبة إليّ فقد وجدت الترحيب كلما التقيت زميلا سابقا دون اعتبار الازياء والفرق. ❊ لماذا لا تفكرون في إنشاء جمعية لقدماء لاعبي المنتخب؟ يبدو أن الامر ليس سهلا فكل واحد منشغل بحياته الخاصة وقد لا نجد الوقت الكافي لتكوين هذه الجمعية رغم أهميتها والحقيقة أن هذه المسألة مرتبطة برئيس الجامعة كما هو الشأن بالنسبة إلى قدماء النوادي فإن رؤساء الجمعيات هم أصحاب المبادرة والقادرين على تكوين مثل هذه الجمعيات. ❊ تحدثنا منذ قليل عن الضمانات اللاعب في جيلكم ماذا لو تحدثنا عن الضمانات التي يتمتع بها اللاعبين الحاليين؟ رغم تحسن ظروف اللعب وارتفاع الاجر فإن الضمانات غير متوفرة ففي حالة الاصابة الخطيرة لا توجد ضمانات للاعبين، صحيح أن الاجر مرتفع وأن العناية كبيرة وأن الطب تطور ومع ذلك فإن اللاعب مازال مهددا بالاقصاء المبكر من الملاعب ولا توجد في تونس عقود التأمين كالتي نراها في أوروبا والتي تصل الى مبالغ خيالية. وإن وجدت هذه العقود فإنها استثناءات شاذة يبقى أن الاجر المحترم الذي يتلقاه اللاعب يخول له اقامة مشاريع قد تكون الضمانة في حالة الاصابة، وقد جرت العادة أن يقع بيع اللاعب بعد مدة من الزمن قصد تمكينه من الحصول على مبلغ محترم خاصة إذا كانت البطولة الاوروبية أو الخليجية هي الوجهة وهذا هو الشكل الوحيد الذي يمكن اللاعب من ضمان مستقبل جميل إذا ما أصبت. ❊ هل تقع استشارة اللاّعبين القدامى في شؤون المنتخب وهل يأخذ برأيكم؟ لا أعتقد أن رأي اللاعبين القدامى يسمع وكما يعلم الجميع وكما يذكر في القنوات التلفزية، لا أحد في الجامعة يهتم بآرائنا ولا أحد يسعى إلى سماعها إلاّ في بعض المناسبات. لا مكان للاعب القديم داخل المنتخب أو الجامعة ولا يُؤْخذ برأيه وهذا اكلام لا يعني ان جلّ اللاعبين القدامى قادرون على الافادة وانما هناك مجموعة من الكفاءات الكروية التونسية أثبتت فهمها الجيد لمتطلبات كرة القدم العصرية وهي قادرة على الافادة بآرائها لذلك أستغرب عدم إشراكها في شؤون المنتخب وإن بأخذ الرأي والاستماع الى النصحية في إطار لجنة للاستشارة وهو أمر شائع ومعمول به في أوروبا وأمريكا اللاتينية. الحاصل هو أنّ من يسير كرة القدم في تونس متواضعون كرويا بل وبعضهم لم يلعب قط وهو ما يفسر المستوى الضعيف لبطولتنا ولمنتخبنا. ومن المؤلم حقا أن تتراجع كرة القدم لدينا مقارنة بمناطق أخرى من العالم كأفريقيا وآسيا لان لنا السبق في المجال ولنا الفضل في التعريف بكرة القدم العربية والإفريقية ولكن بسبب السياسات الكروية تراجعنا عن موقعنا. ❊ كلمة الختام: ارجو أن يقع التفكير في اللاعبين الذين يشكون ظروفا اجتماعية صعبة وان بتكاتف الجميع لمساندتهم من جمعيات ولاعبين ومسؤولين كما حصل مع بعض اللاعبين. لانهم ضحوا وقدموا من أجل كرة القدم ومن أجل راية الوطن وفي الختام أرجو أن تتحسن كرة القدم التونسية وأن يعود للعبة إمتاعها وأن يعود للمنتخب تفوقه.