على اثر الجلسة التي احتضنتها وزارة الشؤون الخارجية يوم الثلاثاء 12 أفريل 2011 والتي شهدت امضاء محضر اتفاق بين الاتحاد الجهوي للشغل بتونس والهيئة النقابية المؤقت من جانب والكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية المفوّض من قبل السيد محمد الكافي، وتجسيدا لما تم الاتفاق عليه تحوّل الاخ الحبيب جرجير الكاتب العام المساعد المسؤول عن الماليّة في الاتحاد الجهوي للشغل بتونس إلى مقرّ وزارة الشؤون الخارجية للاشراف على اجتماع عام حاشد حضره كافة اعوان وموظفو وعمال الوزارة، وقد كان اعضاء الهيئة النقابية المؤقتة في الموعد لانجاح هذا الاجتماع. ❊ مسؤولية الوزارة أكبر بعد الثورة وقد كانت للاخ الحبيب جرجير كلمة عبّر فيها عن الشرف الذي ناله وهو يجتمع بموظفي واعوان وعملة الوزارة التي بقيت لسنوات بعيدة عن العمل النقابي رغم الطاقات التي تزخر بها والمسؤوليات المناطة بعهدتها بوصفها الجسر الذي يصل البلاد ببقية العالم وما يعنيه ذلك من كونها صورتنا وصوتنا والنافذة الاولى التي من خلالها نعرّف بأنفسنا وبتاريخنا وبحضارتنا الممتدة جذورها في التاريخ من قرطاج إلى القيروان مرورا بكل العصور والحقبات، كما أكد الاخ الحبيب على ان مسؤولية الوزارة ستكون كبيرة اثر الثورة، فتونس لم تعد ذلك البلد الصغير الباحث عن الاستثمار والسياحة بل صارت كبيرة بثورتها التي صارت حديث القارات الخمس، بل صارت منوالا يحتذى وتنسج عليه الدول القريب منها والبعيدة. وذكّر الاخ الحبيب بشهداء الحركة النقابية من الاباء المؤسسين محمد علي الحامي وحشاد وعاشور الذين كان لهم الفضل الكبير في استقلال البلاد وبناء دعائم حداثتنا ونهضتها وهو ما تعلمه ابناؤهم النقابيين الذين كانوا السبّاقين الى تلقف احتجاجات الشباب التونسي وتحويلها الى ثورة تقطع مع الاستبداد والاستغلال والفساد، وهو ما لم يستسغه انصار النظام والمستفيدون منه فسعوا جهدهم لتشويه الاتحاد والنيل من تاريخه بل وصل بهم الامر حدّ التحريض ضدّّه واقتحام مقراته واستهداف مناضليه واعتبر الاخ الحبيب ان وضع الاتحاد الداخلي يعدّ شأنا نقابيا خاصا بابناء المنظمة يتداولونه داخل اطرهم ولا دخل للمغرضين والحاقدين فيه فللاتحاد آلياته للمحاسبة. وفي ختام كلمته دعا الحاضرين الى الالتفاف حول نقابتهم الفتيّة لانها وحدها القادرة على الدفاع عن مطالبهم الماديّة والمعنويّة واعادة الاعتبار لكرامتهم وتجسيد طموحاتهم المشروعة في الارتقاء والتدرّج الوظيفي، بحسب مؤهلاتهم وامكانياتهم. ❊ بوحدتنا لا شيء مستحيل كان للاخ عبد الرؤوف بالطيّب مداخلة ثرية أتى فيها على كل الهواجس والتخوفات التي ساهمت في تكبيل طاقات الاعوان على الخلق والاضافة وذكّر الحاضرين بالمرارة التي عاشها الاعوان وهم يرون ما يحاك حولهم وبهم دون ان يتمكنوا من رفع اصواتهم للتنديد بما يقع في وزارتهم التي افنوا اعمارهم في العمل بها خدمة للوطن وارتقاء بصوت تونس وصورتها. ورغم كل التخوفات التي ابداها من امكانية عرقلة عمل هذه النقابة الفنية فانّه اكد ان ثورة الحرية والكرامة قد علمت الجميع درسا مهما بان لا شيء مستحيل وبأن ارادة التغيير والتطوّر لا يكن ان يوقفها ايّا كان مهما كان نفوذه وتجبره واصراره على التخريب، كلمة الاخ عبد الرؤوف كانت مؤثرة خاصة عندما تذكّر زملاءه الذين توفوا و»لم يجدوا ثمن كفنهم« وشرد أبناؤهم. في الوقت الذي كانت فيه البعض الآخر ينعم بالعطايا والرحلات السخيّة، وختم الاخ عبد الرؤوف كلمته بدعوة الاعوان الى الالتفاف حول نقابتهم والدفاع عن منظمتهم فهي الأبقى والاقدر على صون حقوقهم وكرامتهم. وقد فسح المجال للحاضرين بعد تدخل الاخوين الحبيب وعبد الرؤوف للاستفسار والتساؤل حول بعض الوضعيات التي لم تتوضح في محضر الاتفاق، ليتولى أعضاء الهيئة النقابية المؤقتة بعد ذلك توضيحها والاجابة عنها.