❊ الاهداء: إلى أمي الحنون التي بفضلها ودعواتها أكون بخير وإلى آنستي آمال الجمني شكرًا على كل مجهوداتها وتشجيعاتها لي دائما. ❊❊❊❊ النهار روح مضيئة والسماء صافية وفي كبدها تتوقد الشمس ساطعة فترسل أشعتها على الكوْن فتهتزُّ النفوس نشوةً وتترنّم البلابلُ أناشيد عذبةً شجيّةً والازهارُ الفوّاحة تعطّر بشذَى العطْر وتوشّي الأرْض بسحر ألوانها. خرج رامي وزينب وأحمد إلى الحديقة العمومية للتمتّع بالنّسيم العليل وبمناظر الطبيعة الخلابة وجمالها الساحر فانطلق الاطفال يتسابقون ويتلاحقون فملؤُوا صدورهم هواءً نقيّا وجرى الدّمُ في عروقهم وتورّدت خدودهم وانبسطت أساريرهم. توقفت زينب قليلا بجانب شجرة مورقة تحيط بها الازْهار من كل جانب فأخذت تقلع الازهار بكلّ ما أوتيت من قوّة غير مبالية فجأة باغتها حارسُ الحديقة قائلاً: ❊ ماذا تفعلين أيّتُها الشقيّة؟ أردفت زينبُ وهي ترتعشُ من شدّة الخوف: أريد أن أكوّن باقةَ أجمّلُ بها منزلنا وتفرَحُ بها أمّي كذلك. ❊ ألا تعلمين أنّ النبات كائنٌ حيّ واجبنا المحافظة عليْه والاعتناءُ به والازهار زينةٌ للأرْض وعِطْرٌ للجوّ ونشوةٌ للناظر فلا تعْبثي بها. ردّت زينب وقد احمرّتْ وجنتاها خجلاً: »آسفة، سيّدي. ارجوك سامحني لن أعيدها مرّة ثانية وسأكون حريصة أكثر منْك على هذه الزهور الجميلة لأنّها ليست ملكي وحدي وانما هي ملكٌ للجميعْ. ومنذ ذلك الوقت أَصْبحتْ زينب حريصة على هذه الحديقة وتعتني بالازهار والاشجار وتحرسها من كل آذى. كي تبقى بلادنا جميلة بأزهارها ومتقدّمة دائما بفضل شبابها.