تشهد الساحة الطلابية حراكا مع ثورة 14 جانفي، ثورة الحرية والكرامة ولا يمكن في هذه المرحلة الدقيقة والتاريخية التي تمر بها تونس ان نمر مرور الكرام على دور الاتحاد العام لطلبة تونس قبل واثناء وبعد الثورة خصوصا ان المشهد النقابي داخل الجامعة التونسية قد شهد متغيرات حقيقية كما ان الجميع ينتظر الدور الذي ستقوم به المنظمة الطلابية في المرحلة القادمة. لذلك التقينا بالسيد عز الدين زعتور الامين العام للاتحاد العام لطلبة تونس من اجل معرفة موقف المنظمة من جملة القضايا المطروحة اليوم على الحركة الطلابية. ❊ بداية كيف كان دور الاتحاد خلال ثورة 14 جانفي؟ انقسم دور المنظمة الطلابية الى جزئين الجزء الأول يتمثل في دور الاتحاد في التراكم ضد دكتاتورية النظام السابق حيث تشبثت المنظمة باستقلاليتها وتحدث بكل بسالة محاولات تدجينها والتدخل في شؤونها، كما تمسك مناضلو الاتحاد بتعرية حقائق السياسات المعادية للطلبة والشعب عامة وساهمنا الى جانب المجتمع المدني في كل التظاهرات والمحطات النضالية المنددة بخنق الحريات واستهداف حقوق الانسان. والجزء الثاني في دورنا تمثل في التحاق الطلبة ومناضلي الاتحاد بعامة الشعب في التظاهر السلمي والتعبئة ضد نظام الحكم البائد حيث ان مناضلي الاتحاد وقدماءه الذين يعانون ويلات البطالة، اضطلعوا بدور متقدم في الجهات وفي تونس اثناء الحركات الاحتجاجية وقام بدور كبير في تأطيرها واستمراريتها الى ان سقط النظام. ❊ الآن إثر الثورة موكولة اليكم مهامّ تاريخية، فكيف تعاملتم مع الوضع الجديد؟ ان الاتحاد العام لطلبة تونس ومنذ 14 جانفي كان الى جانب المجتمع المدني والسياسي الذي أخذ على عاتقه الدفاع على مطالب الشعب ومطالب الثورة فكنا من المؤسسين لمجلس حماية الثورة ومساندين في كل المبادرات التي نظمها المجتمع المدني والسياسي في التصدي لرموز النظام السابق ومحاولات الالتفاف على الثورة كما ساهمنا بقسط محترم في تشكيل مجالس حماية الثورة محليا وجهويا وكنا اعضاء في الهيئة العليا لتحقيق الثورة لايصال تطلعات الشباب الطلابي. ومن أهم الأدوار التي تحرص على القيام بها الوفاء لمطالب الشعب التونسي والمتمثل في استقلالية القضاء والوصول الى حكم ديمقراطي وحرية الاعلام وتتبع رموز الفساد. ❊ من أهم القضايا والتحديات المطروحة عليكم إعادة بناء الاتحاد تنظيميا فكيف وجدتم الجامعة التونسية إثر الثورة؟ اثر الثورة شرعنا في اعادة صفوفنا واقتنعنا بضرورة أن يكون الاتحاد منظمة طلابية بالفعل وذلك عبر تنظيم الطلبة في أطر نقابية بعيدا عن الوصاية والتوظيف. فالشباب بصفة عامة أثبت للجميع قدراته الخلاقة على اسقاط الديكتاتورية وبالتالي من السهل جدا ان يضطلع بمهمة الدفاع عن حقوقه وبصفة اخرى نحن بصدد اعادة الطلبة الى الاتحاد واعادة الاتحاد الى الطلبة. لقد تمكنا من تركيز اكثر من 70 هيكل نقابي في مؤسسات جامعية ظل الاتحاد محروما من النضال صلبها لسنوات، وقد تمكنا من الدخول الى جهات مثل بنزرت والمنستير وسوسة ونحن بصدد وضع اللمسات الاخيرة لإنجاز المؤتمر الموعد الذي ظل حلما لمفتتح السنة الجامعية. ❊ بما أنكم طرحتم المسألة التنظيمية النقابية داخل الجامعة، كيف ترون الوضع النقابي داخلها خصوصا مع امكانية عودة نشاط الاتحاد العام لطلبة تونس؟ ان الاتحاد العام لطلبة تونس للعمل النقابي داخل الجامعة يرى أن العمل النقابي يجب ان يكون موجها للطلبة ونابعا منهم بعيدا عن الشعارات الفوقية الصالحة لكل مكان وزمان فجامعتنا اليوم لم تصلها رياح الثورة التونسية فمناهج التعليم على حالها والخدمات الجامعية كذلك والنشاط الثقافي يكاد يكون مغيبا وبالتالي فان مسؤولية العمل النقابي كبيرة جدا. أما الذين يريدون تحويل وجهة الطلبة الى مسائل ثانوية بعيدة عن هموم ومشاغل الطلبة، فنحن سنتصدى بكل جدية لكل الممارسات التي نريد ان تربط مشاكل الجامعة ببيوت الصلاة فالجامعة يجب ان تكون منارة للعلم ومدرسة للديمقراطية دون توظيف شؤون الناس الخاصة وافتعال صراعات من اجل افتكاك قاعة تحول الى مسجد فهذه ممارسات لا تفيد الطلبة والجامعة بشيء والاجدر ان نطالب بفتح قاعات لتطوير البحث العلمي وتوسيع المكتبات داخل الكليات وتكثيف الندوات وتعميم النشاط الثقافي الملتزم حتى تساهم في شمولية تكوين الطالب. ❊ باعتبارك قد أشرت إلى ظاهرة تحويل أقسام الدروس إلى بيوت صلاة ما رأيكم في ظاهرة النقاب داخل الجامعة التونسية؟ النقاب حاليا لم يصبح ظاهرة وحتى العيّنات الموجودة تكاد تكون ردة فعل على سنوات القمع والاعتداء على اللباس الشخصي وهي نتيجة لتأثير عديد وسائل الاعلام الموجهة وأنا أتصور ان التصدي لمثل هذه الظواهر لا يكون الا بالديمقرطية والعمل التثقيفي الذي يبين مكانة المرأة في تونس ولا يمكن ربط وضعية المرأة التونسية باللباس سواء كان نقابا او حجابا لكن اريد ان استغل هذه الفرصة لأوجه رسالة للاّئي تنقّبن من الاساتذة ألا يستغللن سلطتهن المعرفية والمعنوية على الطلبة. ❊ باعتباركم منظمة نقابية وطنية، كيف تقيمون مسار الثورة التونسية إلى حد الآن؟ للطلبة دور متقدم وريادي في التصدي لكل محاولات فهذه الفئة الاجتماعية التي تعد 380 الف طالب (هذه السنة) يتوزّعون على كامل تراب الجمهورية التونسية وهي فئة متعلمة وعاشت عديد التجارب سوف تظل يقظة لكل محاولات الالتفاف على الثورة التونسية ونص على استعداد تام للدفاع عن مطالب هذه الثورة ونحن ندعو جميع مكونات المجتمع التونسي الى اليقظة والفطنة وندعو الاحزاب والمنظمات الى تغليب مصلحة البلاد على مصالح تنظيماتهم. ونؤكد انه سيكون لنا دور متقدم في طرح عديد المسائل المتعلقة بالعمل الجماهيري المسؤول. وعموما، اننا في هذه المنظمة نستشعر خطرا يستهدف ثورتنا وله عديد المظاهر حيث اصبحت السجون تفتح بسهولة وبشكل منظم وعمليات النهب والحرق تتم في وضح النهار لذلك سيكون الطلبة في الصفوف الأولوية دفاع عن الثورة. ❊ أخيرا ما هي أهم مطالبكم في المرحلة القادمة؟ اننا نطالب بعفو عام لمناضلي ومسؤولي الاتحاد العام لطلبة تونس لأن جل القضايا التي وجهت ضدهم كانت قضايا تتعلق بحق عام والحقيقة انها قضايا سياسية الغاية منها ضرب العمل النقابي داخل الجامعة وهاته الوضعيات تتطلب تدخلا سياسيا عاجلا من اجل تمكين العشرات ممّن ساهموا في تأطير الجامعة والنضال من اجل جامعة خدمة للبلاد ولا خدمة الفساد. ❊ ننهي حوارنا حول موضوع يشغل الأساتذة داخل الجامعة التونسية ويهم بعض الاعتداءات ضدهم من قِبَلِ بعض الطلبة؟ من ثوابت المنظمة الطلابية احترام حرية حرمة الدرس وحرمة الاستاذ وان بعض الممارسات غير المسؤولة التي استهدفت أساتذتنا مهما كانت الخلفيات ونحن نندّد بها ونعتبر ان الاساتذة ضمانة رئيسية للتكوين المعرفي ونحن ضد من ثبت تورطه في اي ممارسة. ونحن مع الاساليب الحضارية المدنية وضد الفوضى التي تبيح للطالب تقييم استاذه او التشكيك في قدراته وسيكون الطلبة والاساتذة متوحّدين من اجل مصلحة الشهائد العلمية ومصلحة الجامعة.