تجلدني سياط الوجع... وتتمطط داخلي مسافة الألف ميل من الفزع، وألحظ ذاتي التي ترتديني شارعا لحبل الفراغ قدّ من اسفلت المعاناة... أسير فيه يتيمة كيتم الحلم لحظة مرت إرادة التنفيذ... ويزورني ليلي كما تزورني دائما لياليّ العجاف لاهثا بأنفاس متقطعة تعزف أهزوجة الموت، فدقي يا طبول القبلة وزغردي يا نساء الخيام المنعزلة... فهذا الوطن الفاقد وعيه يحتاج أن يضحك في هاته اللحظات المشنوقة على حبل اللاشيء... كل زفراتك يا وطني تُؤثث مدائن وقرى للعذاب يسكنها عنكبوت الفوضى وأنا بين مسالك المتاهة كساحرة تحلب أعصابها لصنع خميرة الحياة لمن لا حياة لهم.. شيء يساوي لا شيء، وحلم يعادل خراب، مضادات بين يدي خباز ماهر يخبز منها تركيبة لإنسان هو الواقع... وأجدني رغم اكتظاظي بالوجع أتسلل خلسة بين شفتي الابتسامة آخذة لي مجلسا بين الجمع السّياسي الصاخب مع التفاتة إلى اليمين ثم إلى اليسار، إلى فوق وتحت لا شيء غير الصخب... كل جدرانك يا وطني أصبحت مبهمة بألوان لا لون لها فلِمَ كل هذا الصخب...؟ وأنت يا أيها الحضن جامعنا...، سؤال، نخر دولاب عقلي كما ينخر الدود ثمارا غُفِل عنها...، وانفلت مني السؤال طارقا طبلة أذن جليس تمزقت أوصال توازنه من فرط حمّى التنظير... انتبه إليّ وكأنه لسنين لم يعرف الانتباه!. وبعد ابتسامة خلتُها الموت يضحك اخترقت نظراته لحظة استعدادي لسخرية الابتسام فتبعثرت شظايا تشبه نطفة ولد منها الانسان وبدأ يجيب عن السؤال و:أنه أستاذ لعصور ما قبل الحياة...، هذا الوطن في عُهدتنا، نحن شكلنا... نحن قرّرنا وأسسنا وأنشأنا... و... وخلاص الوطن بأيدينا وهكذا نصل جميعا إلى المبتغى والأرب... سكت الاستاذ وعاد إلى ما كان عليه من التنظير بين ضحك وصراخ عاجز..، نفضتُ رأسي بين يدي كما تنفض إمرأة نظيفة جدا فراشا موغلا في الغبار، وضحكت ملْءَ سنين الحصاد داخلي موقنة أن الجهالة طريق السعداء/ التعساء نحو ازدواجية الوجع الضاحك.