تعرّضت عدّة مؤسسات تربوية في ولاية الڤصرين خلال أحداث ثورة 14 جانفي المجيدة لعمليات ممنهجة من التّخريب والنّهب رافقتها اعتداءات على المربين على مرأى ومسمع من السلط الجهوية والمحلية ولعلّ آخر ما جدّ في هذا الاطار هو تعرّض المدرسة الابتدائية »الطاهر بن زعرة« التابعة لمعتمدية العيون إلى الحرق حيث عمد مجهولون الى حرق قاعة تدريس ومكتب للمدير ممّا أدّى إلى إتلاف كامل أرشيف المدرسة وكافة المستلزمات البيداغوجية للمدرسين والمتعلمين (كرّاسات قسم دفاتر المراسلة، دفاتر المنادات، اللوحات الترسيخية...) فآفاق أطفال المدرسة الابتدائية وإطارها التربوي على فاجعة ومشهد يتسم بالرّعب والسّواد وكأنّما هُولاكو مرّ من هناك... لقد كان صباح يوم الجمعة الفارط 20 ماي 2011 صباح حزن وألم وحُرقة حيث بكى أطفال المدرسة فلذات أكبادنا لهول ما حدث وهم يرون أحلامهم الصغيرة وآمالهم ومنارة علمهم تحترق أمام أعينهم دون حسيب أو رقيب. كما أصابت هذه الجريمة النكراء الاطار التربوي للمدرسة بحالة من الانهيار النفسي وخاصة المعلمات منهم هؤلاء اللاتي يقطُنّ في السكن المدرسي التابع للمدرسة لوحدهنّ دونما حراسة الاّ من الواحد الأحد!! إنّ هذه الجريمة البشعة تندرج في اطار استهداف المربين الذين كانوا في طليعة القوى الحيّة للمجتمع والذين ساهموا باقتدار في كنس رأس الدكتاتورية النّوفمبرية عبر كافة الأشكال النضالية السّلميّة والديمقراطية بالتظاهر والاضراب والاعتصام ممّا أدّى إلى هروب زعبع وعصابة الفساد والاستبداد. إنّ هذا العمل الجبان والخسيس يهدف إلى بثّ المزيد من الفوضى للتشكيك في مسار الثورة وتسهيل الالتفاف عليها وتعطيل الانتقال الديمقراطي لكن هيهات فقد انطلق القطار. كما يعتبر ذلك تواصلا لنفس النهج الذي رسمه النظام السابق وزبانيته باختياراته اللاّ شعبية واللاّوطنية في تهميش المربين ومؤسساتهم التربوية الابتدائية منها خاصة بحكم عِدائه للفكر والمعرفة. وعليه فإنّ معلّمي ومعلّمات جهة العيون ونقابتهم الأساسية يدعون السلط الوطنية والجهوية إلى توفير حراسة ليلية لحماية المدارس الابتدائية هذا المطلب القديم المتجدّد حتى يواصل أبناء شعبنا تحصيلهم المعرفي في مناخ آمن في أقرب الآجال وذلك حتى لا يردّد الجميع ذلك المثل الشعبي العميق في دلالاته (بعدما.. اشرى مُكْحلة) ولولا بعضٌ من حياءٍ شرقيّ لأ وردت المثل على عِلاَّتِهِ. المنجي القاسمي نقابي من التعليم الأساسي