تدخل الغاباتِ والأحراشَ حافيًا، تنام في محطات القطار الصاعدة النازلة فوق قلوب الناس تصعد علب السردين الصفراء حيث تدوسك أذرع وسيقان الراكبين، ... تشرب خمورا كثيرة حتى لا تعرفَ البيت ومفاتيحه، تركب قطارات ذاهبة شمالا جنوبا وأنت (تسرّح بَصَرَكَ باستمرار) (1 ❊) ترى القرويّين والقرويّات وجوقاتٍ كاملة ًمن الأغنام والماعز والإبل، ترى أشجارا كسرتها الريح وأخرى تبتسم هازئة بكل شيء، تسرق وردة من حدائق الجيران صباحا لتقدمها لفتاتك اللعوب، تدور وتدور في سوق الكتب القديمة التي أكلها ليل الانتظار، تحبس نفسك أسبوعا كاملا ، لا تحب ان ترى أحدا كأن كدمات زرقاء أحاطت بعينيك، تتخاصم مع نفسك حتى تسقط عقارب الساعة من دائرتها الكريهة، تشاهد السماء صافية ليلا كاملا! تمشي سٌوَيْعة تحت المطر بلا مطرية شماتة في الفتيات، تقرأ كتبا كثيرة تتقافز منها الكلمات ضاجّة بريحها، تزور كلية الآداب كأنك تدخلها أول يوم حافظا كل العيون... تجلس وحيدا في المقهى لترتّب نعناعَ صوتِك، تمتصّ سجائرَ كثيرةً هازئا بالسحب والامطار وحشود كرة القدم، تجلس وحيدا في غرفة نائية في حانة الصِّحافيين، لا تشرب شيئا من مياههم لتدحض الأفكار السوداء... تفعل أشياءَ كثيرةً لا تخطر ببال أحد، تفعل ذلك كلّه لتحاور شاعرا في صحيفة يومية!