المالية التونسية بجزيرة كورسيكا الفرنسية عانت الكثير من العنصرية في العشريات الاخيرة من القرن الماضي ومن ارهاب التجمعيين الذين احكموا قبضتهم بتقاريرهم البوليسية في كل من يخالفهم الرأي وهي اليوم ولا سيّما بعد الثورة تحاول النهوض والتخلص من إرث الشعب التجمّعية التي ظهرت علينا في ثوب ثان وبعثت بجمعيات تحت اسماء جذّابة (الريحان والياسمين مثلا) والغاية مبيّتة بالتأكيد ترمي إلى خلق الانقسامات بين التونسيين وتعطيل نشاط الوطنيين وبث الفوض والشك في مصداقية الثورة وتنصيب انفسهم ناصحين ومحافظين على أرواح الناس وأموالهم وذلك بالدّعوة والترويج الى عدم الرّجوع إلى أرض الوطن خشية التعرّض لمخاطر النهب والحرق والقتل وهذا لعمري مُنَافٍ لما يصبو اليه اقتصاد البلاد في هذا الظرف الحرج. إلاّ أنّ جمعية التونسيين بكورسيكا ومنذ مؤتمرها الديمقراطي في مارس الماضي حدّدت أهدافا من ضمنها توطيد الصلة بين الجيل الثاني والثالث للهجرة مع الوطن الام، استضافة المصالح القنصلية إلى الجزيرة لتمكين التونسيين من قضاء شؤونهم الادارية دون عناء وهي الان المخاطب الكفؤ مع الادارة الفرنسية وذلك بانصهارها واندماجها ضمن النسيج الجمعياتي والنقابي لبلد الاقامة هذا الى جانب الاعلام والتحضير لانجاح الانتخابات التونسية والربط بين الجمعيات الفرنسية والتونسية لتبادل الافكار والتجارب. أمّا مع باقي جمعيات المهاجرين التونسيين على مستوى أوروبا وأمريكا فقد لبينا دعوة اتحاد العمال المهاجرين بفرنسا يوم 7 ماي 2011 في اطار اللقاء الذي تمخضت عنه جملة من المطالب في محاور مختلفة ضمّنت في كراس خاص احيل إلى السلط التونسية يوم 25 جوان الجاري إلاّ أن التونسيين بكورسيكا لهم ما يميّزهم ضمن لقاء المهاجرين فهم يفتقرون إلى تمثيلية قنصلية قارّة بالجزيرة (التي تعدّ حوالى ثمانية آلاف تونسي) توفّر عليهم عناء التنقل بالطائرة او الباخرة لاستخراج وثائقهم الادارية واليوم وأكثر من ايّ وقت مضى ستسهر هذه القنصلية على تمكين التونسيين من الترسيم بالقائمات الانتخابية وتكون بالتالي مركزا للانتخابات المقبلة بالجزيرة حيث تبلغ مساحتها 7000 كلم2. وأمّا بالنسبة إلى الرّجوع إلى أرض الوطن فإنّ معاناتنا مضاعفة بالنّسبة وبالقياس مع باقي الاقاليم الفرنسية حيث يتوجّب علينا استعمال طائرتين او باخرتين في الذهاب والاياب والحال ان الخط الجوّي او البحري يمرّ بالقرب من الجزيرة (قرابة 5 كييلومترات عرض البحر) وعليه فإنّ الجالية تصرّ وتتمسّك باحداث خط بحري وجوّي مباشر بين الجزيرة وتونس أو حتّى التوقف (Escale) باحدى الموانئ أو المطارات بالجزيرة ولأهل الذّكر اختيار المناسب منها. ونحن على يقين بان احداث هذه الخطوط سيزيد في عدد العائدين الى أرض الوطن والسيّاح ونظرا لقرب كورسيكا من جزيرة سردينيا الإيطالية فإن حركة التنقل ستكون مضاعفة وربحها مضمونًا لكل الأطراف. محمد جوابلية جمعية التونسيين بكورسيكا